منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 08 - 2023, 12:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,261

آرميا النبي | شجاعة الخادم




شجاعة الخادم:

8 لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ».

الاتضاع لا يعني الاستكانة، إنما الشعور بضعف الإنسان وعجزه بذاته، مع الإيمان بإمكانيات الله الجبارة التي تسنده، فيعمل بشجاعة دون خوف أو اضطراب. فالراعي بل وكل مؤمن حقيقي يتمسك بكلمة الله الحازمة التي تعلن الحق وتفضح الباطل، يكون موضع غضب السالكين في الظلمة بل وأحيانًا موضع مضايقات حتى العاملين في الكرم، لذا جاء في سفر ابن سيراخ: "إن أردت أن تخدم الرب فأعدد نفسك للتجربة".
يقول العلامة أوريجينوس: [يعرف الله المخاطر التي تلاحق الموكلين على الكلمة من المستمعين لهم، فعندما يوبخون يكرههم الناس، وعندما يلومون يُضطهدون، فيتحمل الأنبياء كل هذه الآلام إذ "ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته" (مت 13: 57). هكذا إذ يعرف الله المخاطر التي تلاحق من يرسلهم يقول: "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب" [8]. فقد جاء عن إرميا أنه أُلقى في الجب (إر 38: 6) فكان لا يأكل إلا رغيف خبز كل يوم (إر 37: 21) ولا يشرب إلا قليل ماء محتملًا آلامًا كثيرة، وكما قيل لليهود: "أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟!" وقيل أيضًا: "جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع ُيضطهدون" (2 تي 3: 12)، وذلك خلال العمل العدواني وبكل وسيلة للمضايقة. كذلك يتحمل المضطَهدون كل الآلام بدون تذمر، راجين أن ُيضطهدوا بلا سبب وليس بسبب خطأ ارتكبوه، وإذا حدث أن أُضطهدنا من أجل الحق، فلنسمع هذا التطويب: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين افرحوا وتهللوا؛ لأن أجركم عظيم في السموات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت 15)].
لقد أكدّ الرب لإرميا: "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك" [8]. هذه كلمات صادرة عن الفم الإلهي، يلتزم بها الله بإرادته المملوءة حبًا نحو كل خدامه الأمناء، ألا وهي "معية الله"، أن يكون معهم (خر 4: 12؛ يش 1: 5، 9؛ قض 6: 16؛ 1 صم 3: 19؛ 16: 13، مت 28: 20). الخدمة شاقة بل ومستحيلة بالأذرع البشرية، لأنها في جوهرها خدمة إقامة من الأموات، لا موت الجسد بل موت النفس؛ الأمر الذي يمارسه الخالق المخلص خلال خدامة المتكئين عليه.
يؤكد له: "هأنذاك جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض... فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب: لأنقذك..." [18-19].
لم يعد الله إرميا بإزالة المتاعب عنه، لكنه وعده بمؤازرته أثناء الشدائد والضيقات، لا لكي لا يسقط فحسب، وإنما يجعل منه مدينة حصينة تحتضن الكثيرين، وعمود حديد يُبنى عليه هيكل الرب، وأسوار نحاس يختفي وراءها الكثيرون في المسيح يسوع. إنه يهب خدامه كلمته "كمطرقةٍ تحطم الصخر" (إر 23: 29)، ويقدم لهم اسمه ليبيد الشر المحيط بهم (مز 118: 11).
الله لا يمنح قديسيه عدم التعرض للتجارب، إنما يعطيهم القوة للغلبة
وكما يقول القديس بيامون: [لا يختلف القديس عن الخاطي في أنه ليس مُجربًا مثله، بل يختلف عنه أنه لا يُقهر حتى من الهجوم العنيف، أما الآخر فينهزم من أقل تجربة].

العجيب أن الله لا يطمئن خدامه بنزع التجارب عنهم بل يهددهم إن تركوا روح الشجاعة ليس فقط ينهزمون بل هو أيضًا يرعبهم، إذ يقول: " لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم" [17]. وكأن سرّ نجاحهم هو شجاعتهم في الرب.
أخيرًا إذ اعتذر إرميا عن الخدمة بسبب ضعفه دفعه الله إلى الإيمان به ليحيا بروح الشجاعة، واهبًا إياه إمكانية الغلبة والنصرة على كل العقبات دون أن يلزمه بالخدمة قسرًا.
في هذا يتحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن العاملين في كرم الرب، قائلًا: [أنظر، في سلطانهم أن ينطقوا أو يمتنعوا عن الكلام. فإنهم لا يلتزمون بالعمل قسرًا... فقد هرب يونان (يونان 1: 3)، وتأخر حزقيال (حز 3: 13) واعتذر إرميا (إر 1: 6) ومع ذلك لم يدفعهم الله قسرًا ولا ألزمهم بالعمل وإنما نصحهم وأرشدهم وهددهم... وأنار أذهانهم لكي تدرك الأمور الضرورية].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | يقدم لنا النبي ملخصًا لخدمته خلال الثلاث وعشرين عامًا
آرميا النبي | بأمرٍ إلهي نزل إرميا النبي إلى وادٍ منخفض
آرميا النبي | يقدم الله أيضًا إجابة لتساؤل النبي
آرميا النبي | أعداء في الداخل
آرميا النبي | يعلن الرب لإرميا النبي حدود خدمته


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024