|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لنذهـــب الآن «مَلاَكُ الرَّبِّ وَقفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخافُوا خوْفًا عَظِيمًا» ( لوقا 2: 9 ) الخوف هو غالبًا الأثر الذي يحدث عندما يبدأ الله في التعامل مع الإنسان. إن مجد الله الذي ارتحل من الأرض (حز10)، كان ينسحب ببطء، كما لو كان غير راغب في ذلك. وهنا في هذا المشهد نرى مجد الرب يأتي إلى الأرض مرة أخرى بولادة المُخلِّص، ويُسـرع الملائكة ليزفوا الأخبار السارة لأولئك الرعاة في سكون ذلك الليل الذي أضاء بنور سماوي. ويا له من مجد ظهر على سهول بيت لحم في تلك الليلة! لا غرابة إذًا إن كان أولئك الرعاة قد ارتاعوا. إنه لأمر جميل أن يرتاع الإنسان عندما يستيقظ ضميره ويدرك حالته التَعسة كخاطـئ. ومن العلامات التي تُميز غير المؤمنين أن خوف الله ليس قدام عيونهم. ولكن عندما تبدأ النفس تشعر أن الله يتحدَّث معها، يبدأ هذا الخوف المقدس. ولكن ماذا يقول الملاك للرعاة: «لاَ تَخَافُـوا! فَهَا أنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ». ها هي الأخبار السارة تُعلَن لأول مرة على سهول بيت لحم، وإنه لأمر كفيل بأن يُحضر الفرح العظيم. ثم يستمر الملاك قائلاً: «وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وماذا كانت النتيجة؟ نقرأ أنه ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبِّحين الله وقائلين: «المَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَـرَّةُ». فإذا لم يُصدِّق الناس الأخبار، فالملائكة قد صدَّقتها، وإذا كانت الأرض غير مُبالية، لكن السماء مهتمة، وينضم جمهور الجُند السماوي إلى الملاك الذي أعلن الحقيقة السارة، التي هي إتمام للقول: «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَد .. تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ» ( 1تي 3: 16 ). إن هؤلاء الملائكة لم يسبق لهم أن رأوه من قبل، ونزلوا إلى الأرض بفرحٍ عظيم. ولكن هل كانت الأرض مُبالية؟ لقد تحرَّكت السماء، ولكن على الأرض لم يتأثر أحد سوى أولئك الرعاة الفقراء والقليلين في العدد. فقال بعضهم لبعض: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». لقد كانوا حقًا حكماء، وقد هزتهم البشارة التي سمعوها. ربما بدافع الحرص على رعيَّتهم فكَّروا أن ينتظروا إلى الصباح لئلا تأتي الذئاب وتفترس الغنم، ولكن الإيمان يقول: «لِنَذْهَبِ الآنَ». تُرى ماذا تفيدك الأغنام أيها القارئ إذا فاتت عليك الفرصة لأن تجد الرب؟ ما فائدة العالم أو المُمتلكات إذا لم تربح المسيح؟ ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ |
|