* انظروا، فإن مسكينًا يصلي، ولا يصلي في صمت. لهذا فلنسمعه، وننظر من هو هذا. أليس ذاك الذي يقول عنه الرسول: "إنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره" (2 كو 8: 9).
إن كان هو، فكيف يكون مسكينًا...؟ من هو أغنى من ذاك الذي به صُنعت كل الثروات، حتى تلك التي هي ليست بالحقيقة ثروات؟ به صارت لنا تلك الثروات والقدرات، والذاكرة، والشخصية، وصحة الجسد، والحواس وكل بنية أعضائنا، فإنه حين تكون هذه سليمة يكون حتى الفقير غنيًا. به أيضًا تُصنع الثروات الأعظم من إيمانٍ وتقوى وعدالة وحب وطهارة وسلوك حسن، فإنه ليس أحد له هذه الأمور إلا به، ذلك الذي يبرر الفجَّار... انظروا كم يكون غناه...! لكن لتمتحنوا كيف أنه هو ذاك المسكين، إذ "الكلمة صار جسدًا، وحلّ بيننا" (يو 1: 14)... لقد أخذ شكل العبد، والتحف بفقرنا، فجعل نفسه مسكينًا، وجعلنا نحن أغنياء.
القديس أغسطينوس