فكلَّمَهُم بالأَمثالِ على أُمورٍ كثيرةٍ قال:
هُوَذا الزَّارع قد خرَجَ لِيَزرَع.
"خرَجَ" في الأصل اليوناني ἐξῆλθεν فتشير إلى الزَّارع الذي خرَجَ للزَرْع لأجل يسوع الذي خرج مثل الزَّارع ἐξελθὼν من البَيت ليُلقي كَلِمة الله (متى 13: 1)؛ يظهر الزَّارِع كشخص مبذِّر، فانه لا يعطي حسابا للمكان وللكمية التي سينثرها من البذار. ومن هذا المنطلق، نفهم أن الزَّارع هو يسوع نفسه الذي يُلقي كلمته بكل حرية ومحبة ورغب أن تستقبل هذه الكلمة بكل محبَّة وحرُّية. ويعلق القدّيس أوغسطينوس " فالزَّارع لا يهمّه أن يقع بعض الحَبّ على جانب الطريق أو على أرض حَجِرة أو على الشوك... لأنّه لو أُحبِطَت عزيمته بسبب هذه الأماكن العقيمة، لما تابع سيره نحو الأرض" (العظة 101).