قديمًا صمتت حنة زوجة ألقانة أمام كلام “فننة” ضرتها التي كانت «تُغِيظُهَا غَيْظًا لأَجْلِ الْمُرَاغَمَةِ (الإذلال)، لأَنَّ الرَّبَّ أَغْلَقَ رَحِمَهَا» (١صموئيل١: ٦). لكنها ذهبت للرب وسكبت شكواها أمامه، والرب الصالح سمع صلاتها ورأى دموعها وأعطاها ابنًا، ودعت اسمه صموئيل.
والرب يسوع - المثال الكامل لنا - صمت أمام شكاية اليهود الأشرار الذين اتهموه باتهامات كثيرة وباطلة، وتمت النبوة: «كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ» (إشعياء٥٣: ٧، اقرأ أيضًا متى٢٦: ٦٣؛ ٢٧: ١٢-١٤؛ مرقس١٤: ٦١؛ ١٥: ٥؛ لوقا٢٣: ٩؛ يوحنا١٩: ٩).
الصمت يحتاج لقوة أعظم من الكلام. يا ليتنا نتعلم أن نصمت أمام شكاية الآخرين، وندع الرب يدافع عنا، وهو سوف «يُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ» (مزمور٣٧: ٦).