المثابرة هو أن تظل محتفظًا بمستوى عالٍ من الأداء برغم تقدّم الوقت أو وجود معوقات، وهذا ناتج عن وجود هدف محدّد تسعى لتحقيقه.
كان أمام يوناثان في ١صموئيل١٤ هدفًا، وهو أن يحارب أعداء شعب الله، بالرغم من كل الصعوبات التي تمثَّلت في عدم وجود أسلحة مع الشعب والروح الانهزامية التي سادتهم ورعونة شاول أبيه في قيادة الشعب، لكنه في شجاعة الإيمان قرَّر أن يعبر إلى مخيم أعدائه ليحاربهم هو وغلامه فقط! ومما زاد الأمر صعوبة وجود صخرتين على جانبي المعبر؟! كان وجود هاتين الصخرتين كفيلاً أن يثني عزيمة الرجلين ويصدّ شجاعتهما. لكن هل تعرف ماذا فعل يوناثان وحامل سلاحه؟ لقد تسلق الصخرة «فَصَعِدَ يُونَاثَانُ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ» (١صموئيل١٤: ١٣). يا للمثابرة! ولا يمكن أن نغفل أيضًا دور رفيقه، حامل السلاح، الذي أعانه على التسلق بالتشجيع ولازمه قائلاً «هأَنَذَا مَعَكَ حَسَبَ قَلْبِكَ» (ع٧). فقي يومٍ نحتاج إلى من يشجعنا ويلازمنا في تسلق الصعوبات، وفي يوم آخر يجب علينا أن نفعل نحن ذلك مع الآخرين في صعوباتهم.