ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عند الصليب لكي نقدّر عمق استسلام مريم لمشيئة الله يجب ان نلاحظ ان الآلام يمكن ان تولد بطرق ثلاث فنحن نتخطى الآلام أولا وفي معظم الأحيان عندما يختفي تماما بكل احاسيسه وفي هذه الحالة عندما نرتضي تماما بها ونتعزى. الطريقة الثانية عندما تظل النفس مثارة ومضطربة من قِبل الشرالذى يستشعره ولكنه مع ذلك يتحمله بصبروفي هذه الحالة نحن عازمون ومصممون على التحمل ولكن مازلنا مضطربين. الطريقة الثالثة عندما نكون عقلاء ومدركين لحجم الألم والحزن لكننا لا ننزعج منه وفي هذه الحالة يتطلب الأمر انارة وتدخل إلهي. في أولى تلك الحالات الصلاث نتمتع بسلام شبه كامل لأن الحزن قد اختفى بعض الشيئ وفي الحالة الثانية نحارب ضد الحزن على الرغم من ان داخل نفوسنا يمكن ان تتغلب عليه ولكن يمكن ان تثار أسباب الحزن نتيجة ذلك الجهاد مع النفس. في الحالة الثالثة والتي لا يمكن ان تحدث بدون معجزة والتي يعطينا قيها الله القوة التي نجابه بها عنف ذاك الحزن ولكن نكون في سلام مع أنفسنا الذي لا يُفقد. انه لسبب جيد ان الكتاب المقدس غالبا ما يقارن الحزن ويشبهه بأمواج البحر لأن الحزن له أمواج مريرة تدخل الى أعمق أعماق النفس كما جاء:” غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ، وَلَيْسَ مَقَرٌّ. دَخَلْتُ إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ، وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي.“(مزمور2:69). ان احزاننا هي موجات متهورة تضغط علينا بعنف كما جاء:” لأَنَّ أَمْوَاجَ الْمَوْتِ اكْتَنَفَتْنِي. سُيُولُ الْهَلاَكِ أَفْزَعَتْنِي”(صموئيل الثاني5:22). مثل موجات البحر عندما نظن انها هادئة فها هي ترتفع مرة أخرى بغضب جديد. عندما اهدأ يسوع مياه البحر بطرق ثلاث: “فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ.“(مرقس39:4)، هكذا يتغلب الله على أحزاننا. احيانا يأمر الله المياه والريح أن تهدأ والتى أصبح بعدها “هدوء عظيم”(متى26:8)، فمثل ذلك يسكب روحه القدوس على النفس المضطربة فيهدئها ويعيد سكينتها كما قال القديس بولس الرسول:” لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ. لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ.“(2كورنثوس5:7-6). هنا يهدئ الله الأمواج ويعيد الهدوء المفقود. واحيانا يسمح الله للمياه ان تضرب القارب وللأمواج ان ترتفع بقوة وشراسة ويجعل القارب يتأرجح من عنف الأمواج. وفي حادثة بطرس الذي تم انتشاله قبل ان يدفن في اعماق البحر بأن أعطى يده الي بطرس، بالمثل وسط المشاكل العنيفة والنفس تكون مضطربة وقلقة جدا حتى تبدو انها ستغرق تأتى التعزية :” مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ”(2كورنثوس3:1-4). في الحالة الثالثة- الأمثل والأجمل- يدع العاصفة تتحكم وسمع للرياح بهياج الأمواج وحركها وتركها ترتفع حتى غطت الأمواج القارب بينما يسوع نفسه “نائما” ولم يتحرك امام العاصفة، بل بالعكس تماما فلقد سار نحو كل هذا بثبات عجيب بل كان “ماشيا على البحر”(متى25:14) وكانت الأمواج تحت قدميه ويبدو انه تمجد في تحدي ذلك العنصر الجامح وهو في قمة هيجانه زثورته. بصورة مماثلة يدع الله مقاليد حزننا تنطلق بكل قوتها ولكن بثباته يرافقنا في مسيرة ثابتة فوق تلك الأمواج زالتى تصبح حينذاك مقيدة وتصبح بمثابة دعم لنا. هذا هو الطريق الثالث والذي فيه يسوع يتغلب فيه عاى الآلام التي قد تصيبنا. ها اننا قد رأينا فقط صورة مما حدث في نقس القديسة مريم، فعندما نظرت وشاهدت يسوع وهو يموت على الصليب وهاجت أمواج الحزن في داخلها بقوة شديدة والتي تبدو كانها تهدد السماء نفسها بثورتها وتهدد ثباتها بأبشع حزن ممكن ويمكن ان بقودها الى فخ الشك عندما رأت لا شيئ أمامها سوى رعب الموت ومع ذلك كان ثبات مريم انموذج لقوة ايمانها. لم تكن مريم تتمنى ان تنتهي مشاكلها او احزانها على الفور لأن تلك الأحزان جعلتها تشترك مع ابنها في آلامه. لا يمكن ان نعرف حدودا لألام تلك الأم لأنها لا تستطيع ان تقلل من حبها او تحتويه. لا تريد ان تتعزى لأن ابنها لم يجد المعزّي ولم تسأل الأب السماوي الأزلي ان ينظر الي احزانها او ان يرفعها بل انها لم ترغب ان تعامل اقل من ابنها بل تشترك في صليب وحيدها. ان حزن مريم يمكن ان يزداد ويرتفع كأي أم ترى وحيدها يموت امامها ولكن لم يسمح الروح القدس لهيكله ان يتحطم لأن أَسَاسُهُ فِي الْجِبَالِ الْمُقَدَّسَةِ (مزمور1:87) حيث لا تستطيع أمواج الحزن الوصول اليها ولا تستطيع تلك الينابيع النقية والذي قد حفظها بعناية فائقة من تربة الشهوة ان تضطرب من طوفان الحزن لذا ظلت نفس مريم في سلام وايمانها لا يضطرب. لكي يمكننا ان نفهم السبب يجب ان نتأمل أكثر في هذا السر. في ليلة موت يسوع ان ابن الله قد اهتز بشكل رهيب من اقتراب تلك الساعة التي قد تجسد من أجلها وتوقعات المحاكمة والعقاب أصبحت اكثر وضوحا أمامه ولكنه لم يهتز او يحزن فكلماته للص اليمين يمكن ان تعكس هدوءه وأيضا تعرفه بمن كانوا تحت صليبه وتذكره لكل ما كتب عنه في الأنبياء عن مرارة الخل والمعايرة وكل ما ذُكر كان على عِلم به فهو قد جاء لتحقيق كل تلك النبؤات تنفيذا لمشيئة ابيه السمائي بحرية تامة وطاعة كاملة هذا قال:” أَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي”(يوحنا17:10-18). انالسبب فيان نراهفي سلام وهو على جبل الجلجلثة على الرغم انه كان من قبل في حزن واكتئاب شديد في جبل الزيتون لأنه على الصليب وعند جبل الزيتون كان يعمل من أجل ذبيحته التي سيقدمها لأبيه، التضحية والذبيحة هي الفعل الذي يقدمه الانسان إجلالا واحترام نحو الله ومن كل القلب والفكر والارادة. ننا نقرأ عن السيد المسيح في صنعه الفداء أنه “مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ” (عبرانيين12: 2). ان هذا السر عظيم للغاية ولقد اعطى يسوع أمه ان تشاركه آلامه وها هي عند اقدام الصليب والذي حطّم قلبها ولكن هذا الصليب هي التي به قدمت وحيدها ذبيحة بخور للأب السماوي ولم تتوقف عن تقديمه منذ ان سلّمت حياتها “ها انذا آمة للرب” وفي كل لحظة من لحظات حياتها قدمت ذاتها ووحيدها للرب. اكرام: فكر وتأمل باحزان مريم لكي تسندك في احزانك نافذة: احضري عندنا في ساعة موتنا ايتها القديسة مريم. يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة لأم النور | مريم عذبت تحت الصليب |
كرتون | أم النور تحت الصليب |
العذراء أم النور | أم النور تنحني عند الصليب |
السلام لك أيها الصليب النور المشرق |
صورة لأم النور وهى تصلى وخلفها الصليب |