|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غزوه للجشوريين وغيرهم: إقامة داود ورجاله بعائلاتهم بعيدًا عن جت أعطى الفرصة لداود أن يقودهم في شيء من الحرية ويقوم بتنظيمهم، لذا بدأ يمارس بعض حملات غزو ضد الوثنيين من جشوريين وجرزيين وعمالقة، وعرفوا بالحياة العنيفة واللصوصية بجانب الفساد والرجاسات. كانت فرصة لتطهير الأرض حتى لا يتسلل الفساد في أبشع صوره إلى الشعب المقدس ويفسدوا الخميرة النقية. ربما كان الجشوريون والجرزيون فروعًا من العمالقةالذين كانوا أشبه بجماعات من اللصوص لا عمل لهم إلا السلب والنهب مع ممارسة الرجسات، يشيرون إلى الخطايا ويرمزون إلى عدو الخير إبليس؛ كانوا يعيشون في جنوب فلسطين. كانت الوصية لشاول: "قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر، فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعفُ عنهم بل اقتل رجلًا وامرأة، طفلًا رضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملًا وحمارًا" (1 صم 15: 3). رمز عماليق لعدو الخير الذي يقف في طريق صعودنا من هذا العالم إلى كنعان السماوية ليعوقنا عن التمتع بالحياة الأبدية، وكان تحريمه رمزًا لنزع كل أثر للخطية فينا، خطايا النفس (كل رجل) والجسد (كل امرأة)، كل فكر مهما كان مبتدئًا (كل طفل ورضيع) إلخ... لقد كسر شاول الوصية وجاء بأجاج ملك العمالقة حيًا كما ترك جياد الغنم والبقر (1 صم 15)، أما داود فحقق كلمات صموئيل لشاول: "وضرب داود الأرض ولم يستبقِ رجلًا ولا امرأة" [9]، وإذ لم تكن الوصية موجهة إليه لذلك أخذ الغنيمة ليعيش بجزء منها ويعطي ملك أخيش الجزء الآخر كنوع من الجزية مقابل سكناه في بلاده واستغلاله لصقلغ على حدود الفلسطينيين. كان من ثمرة التجاء داود إلى الغرباء عوض بقائه في أرض يهوذا ليس فقط التزامه بتقديم جزء من الغنيمة كجزية لأخيش ملك جت وإنما أيضًا التجاؤه إلى المواربة وإخفاء الحقيقة. عندما قال له أخيش: "إذًا لم تغزو اليوم" [11]، يقصد التساؤل: هل غزوتم اليوم؟ ومن غزوتم؟ لم يقل له الحقيقة بل قال: "بلى. على جنوبي يهوذا وجنوبي اليرحمئيليين وجنوبي القينيين". لقد تظاهر أنه غزا جنوب يهوذا، هاجم اليرحمئيليين (من نسل يهوذا) والقينيين (الذين غزاهم كانوا جيران القينيين)، لذلك قال أخيش عن داود: "وقد صار مكروهًا لدى شعبه إسرائيل فيكون لي عبدًا إلى الأبد" [12]. "اليرحمئيليون" : ينتسبون إلى "يرحمئيل" أي "الله يرحم" وهو ابن حصرون بن فارص ابن يهوذا (1 أي 2: 4 إلخ)؛ مؤخرًا حُسبوا من نسل يهوذا (1 أي 2)، سكنوا جنوب اليهودية. "القينيون" : سبق الحديث عنهم في (1 صم 15: 6)، يُظن أنهم كانوا حدادين لإسرائيل. كانوا من أحلاف إسرائيل ولا سيما يهوذا. لهم علاقة بالمديانيين وينتسب إليهم يثرون حمو موسى كاهن مديان، أحصوا مع سبط يهوذا في (1 أي 2: 55). ينتسب قسم منهم إلى حمة أبي بيت ركاب. وقد فضَّلوا سكني الخيام حتى في العصر الملكي المتأخر (إر 35: 6-10) محتفظين بوصية أبيهم. |
|