|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إساءة فهم السلوك الروحي فإن حنة كانت تتكلم في قلبها، وشفتاها فقط تتحركان، وصوتها لم يُسمع، أن عالي ظنها سكرى... ( 1صم 1: 13 ، 14) كان عالي هو رئيس الكهنة في ذلك الوقت. لم يكن كاهنًا صالحًا تمامًا، وكان بنوه فاسدين. وقد دان الله عالي لأجل تقصيره وفشله كأب وأيضًا ككاهن ( 1صم 3: 13 ). وبالرغم من أنه حاز على أسمى منصب روحي في الأرض، إلا أنه افتقر تمامًا إلى التمييز الروحي. فقد أخطأ كُلية في تفسير سلوك حنة، ولم يميز الفارق بين امرأة حزينة وأخرى سكرى. وقد أضاف هذا إلى حزنها وضيقها الذي كانت تقاسيه. إن السلوك الروحي يُساء فهمه أحيانًا حتى من أولئك الذين في مركز مَن يعرفون أحسن من الآخرين. إن رؤساء الكهنة والكتبة الذين كانوا في زمان الرب، كانوا سابقين ومتقدمين في إدانة الرب يسوع وأخيرًا في صلبه. لكن علينا ألا نندهش إذا كنا في طريق أمانتنا للرب يسوع نقابل الانتقاد وحتى بالاضطهاد. لقد دافعت حنة عن مسلكها بطريقة مؤثرة جدًا، موضحة أنها «تسكب» نفسها أمام الرب (ع15). وفي 1بطرس5: 6، 7 نقرأ «فتواضعوا تحت يد الله القوية، لكي يرفعكم في حينه. مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم». كان على حنة أن تتعلم صحة هذه الكلمات، وهكذا نحن أيضًا إذ يشجعنا الروح القدس أن «نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» ( عب 4: 16 ). إن الله يتجاوب مع أولئك الذين يقتربون منه في بساطة الإيمان، مقدمين احتياجاتهم إلى الشخص الوحيد الذي ليس فقط يستطيع أن يسدد هذه الاحتياجات، بل أيضًا يريدهم أن يفعلوا هكذا. ومن المهم أن نرى أن حنة بعد أن انتهت من صلاتها، رجعت إلى بيتها وأكلت ولم يكن وجهها بعد مُغيرًا (أو حزينًا) (ع18). يكتب الرسول بولس «لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» ( في 4: 6 ، 7). إن الصلاة الحقيقية تؤدي إلى السلام. وهناك وقت فيه نتوقف عن الصلاة ونترك الأمور مع الرب واثقين في أنه يستجيب، والله فقط يستطيع أن يعيننا لنعرف متى يأتي هذا الوقت. |
|