لننظر الآن الي صورة وردت في الأنجيل المقدس عن تلك الأم الكنعانية التي كانت ابنتها خاضعة
للروح الشريرة وكيف لجأت بكل توسل وسجدت عند أقدام المخلص وانظر الي دموعها وانصت الي صراخها وحاول ان تسأل نفسك ايهما كان معذبا أكثر ابنتها ام هي:” وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا».فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب».فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ”(متى22:15-28). ولكن اذا ما ارادت تلك الأم رحمة من اجلها هي كانت ستطلب من اجل معاناتها هي وحدها ولكن لا بل قالت انا لا أتكلم عن عذاب ابنتي وحدها بل ان عذاب ابنتي هو أيضا عذاب لي. هنا نرى ذلك الارتباط ما بين الأم والإبنة او الإبن فالأم مرتبط قلبها بقلب طفلها. ان كل ما نراه في قصة تلك المرأة الكنعانية والتي يمكن ان تكون إلا ظل غير كاف يعكس الحالة ما بين العذراء مريم وابنها يسوع فحب العذراء لا يمكن مقارنته بحب أي أم لأنه أقوى وأعمق.