|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ أن آدم بتعديه الوصية، حدثت له كارثة مزدوجة، فهو فقد نقاوة طبيعته التي كان حاصلاً عليها، والتي كانت جميلة على صورة الله ومثاله، ومن الجهة الأخرى فقد أيضاً تلك الصورة عينها التي كان سيرث بها كل الميراث السماوي بحسب الوعد. فاذا افترضنا أن عملة ذهبية، عليها صورة الملك، قد خُتمت بختم مزيف، فأن الذهب يضيع، والصورة التي كانت عليه تصبح بلا قيمة، هكذا كانت الكارثة التي حلت بآدم. وإذا تصورنا عزبة كبيرة تدر خيرات كثيرة، ففي أحد أركانها كرم مزدهر، وفي مكان آخر منها حقول مثمرة، وفي غيره مواشي وقطعان غنم، وفي موضع آخر ذهب وفضة، هكذا كانت العزبة عزبة آدم - ثمينة جداً قبل العصيان، وأقصد بالعزبة، إناء آدم الخاص، ولكنه حينما قبل مقاصد وأفكار الشر ورحب بها، هلك من أمام الله. ولكننا مع ذلك، لا نقول، أن كل شيء قد ضاع وتلاشى ومات، بل انه مات عن الله، ولكنه ظل حياً بالنسبة إلى طبيعته، فها عالم البشر كله كما نراه، يسعى في الأرض، يشتغل ويعمل ولكن الله ينظر إلى أفكارهم وتصوراتهم فيصرف النظر عنهم وليس له شركة معهم، لأنهم لا يفكرون فيما يرضي الله، وكما أن الاتقياء إذا مروا أمام البيوت ذات السمعة القبيحة، والأماكن التي ترتكب فيها الفحشاء والفسق، فأنهم ينفرون منها ويرفضون مجرد النظر ناحيتها - لأن هذه الأمور هي موت في نظرهم - هكذا فإن الله يغض النظر عن أولئك الذين تمردوا على كلمته وعصوا وصيته فتعبر عينه عليهم ولكنه لا يكون في شركة معهم. ولا يستطيع الرب أن يجد راحة في داخل أفكارهم. [13] |
|