|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان الوقت قصير فالعائلة المقدسة كانت تختبئ بينما كان هيرودس ينتظر الأخبار عن الطفل من المجوس والذي كان يعتقد انهم سيدلونه عن مكانه وهذا يعني ان عليه الانتظار لبضعة أيام حتى يسمع منهم. في أثناء تلك الأيام القليلة استطاعا يوسف ومريم ان يأخذا الطفل الي الهيكل بدون ان يكتشف أمره. ان العجائب التي حدثت ربما أثارت غيرة هيرودس ولكن تبعهم على الفور في رحلتهم الي مصروطاردهم وهكذا فقادة العالم دائما يؤدون دورهم والله يحول خططهم الي ما يختاره هو. بعد ان غادر المجوس رأى الله ذلك الخطر وما ملأ قلب هيرودس لذا فلقد ارسل ملاكه ليوسف قائلا:” «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَه”. هل لم يكن هناك طريقة أخرى لإنقاذ الطفل سوى ذلك الهروب السريع؟. ان إرادة الله لم تشاء ان يحقق مخططه بطرق مملوءة بالمعجزات بل كانت بتلك الطريقة. بالطبع كانت هناك طرق أخرى ولكن عظمته ومقدرته تتجلى في الأعمال الغير متوقعة والأحداث الغير اعتيادية. ان ابن الله كما جاء” هُوَ أَيْضًا مُحَاطٌ بِالضَّعْفِ.“(عبرانيين2:5) ولكي يظهر في تلك الحالة اخضع نفسه تطوعا الى الأحداث العامة للحياة البشرية وبنفس الأسلوب وطبقا لما هو مختفي أثناء مسار رسالته فها هو الآن مختفي لكي لا يكشف سره لأعدائه. مهما كان وفي أي مكان يأتي اليه يسوع بصليبه ومع كل الظروف المعاكسة والتي يلزم ان تتم يقال ليوسف “«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ…”. يجب علينا أننقيّم تلك الكلمات ونتعرف على ما يمكن ان تعكسه من مشاعر الخوف فينا نحن أيضا. “قم” ولا تتأخر للحظة، فالملاك لم يقل “اذهب” لكن بدلا من ذلك قال بما يعني “أهرب” فهو ملاك الرب نفسه هو الذي ينذر بالخطر الذي يواجهه الطفل. لماذا لا يكون هذا الإنذار السماوي بمثابة اختبار ليوسف من صدق محبته وبرارته؟ او ربما ان يوسف قد تحقق ينفسه عن حجم الخطر الذي قد يصيب الطفل ومريم أمه وكما وضحه الملاك. |
|