حان وقت المناولة المقدّسة فاختفى يسوع ورأيت نورًا ساطعًا. وسمعت هذه الكلمات: «أنّنا نبارككنّ». وفي الحال إنبثق شعاع متألّق من هذا النور واخترق قلبي. واشتعلتْ نار فائقة في روحي – وظننتُ أنني أموت فرحًا وسعادةً. شعرتُ بانفصال روحي عن جسدي. شعرتُ أنني مستغرقة كليًا بالله واختطفتني قدرته اللامتناهية كذرّة من غبار إلى مسافات مجهولة. إرتجفت فرحًا وأنا في قبضة الله وشعرتُ أنه يقوّيني هو بذاته كي أتحمّل هذه السعادة العظمى والتحدّق بعظمته. أدرك ذلك الآن. لو لم يسبق ويقوّيني هو بنعمته لمّا استطعت نفسي أن تتحمّل هذه السعادة وَلَمُتُّ على الفور. لم أدرِ متى انتهى القدّاس لأنّه لم يكن باستطاعتي أن أعير أي انتباه لمّا يحدث في القداس. ولمّا استعدتُ إحساسي، شعرتُ بقوّة وشجاعة لأتمّم إرادة الله. لم يَعدْ يبدو أي شَيء صعبًا عليّ. بينما كنتُ في السابق أقدّم الأعذار لله، أشعر الآن بقوّته وتشجيعه في داخلي. وقلتُ للرب: «أنا على إستعداد لكل إشارة ونداء لإرادتك».