|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص ميخائيل إبراهيم روحياته في بلبيس: لما انتقل ميخائيل أفندي إلى بلبيس، كان إناءًا مختارًا أعده الرب للخدمة: ومن مميزاته أنه كان يبدأ بصلاة المزامير عند وصوله إلى المكتب في الصباح. ويختم عمله عند الانصراف بصلاة سرية. وفى يوم الأحد بالذات، لا يؤدى عملًا مصلحيًا إلا ما تقضى به الضرورة. وكانت له تأملاته في الإنجيل. ولم ألاحظ في علمانيته أنه أخل بنظام الصوم. فكان لا يتناول طعمًا إلا في الغروب. وفى أسبوع الآلام كان يحصل على إجازة طول الفترة، ليقضيها متعبدًا في الكنيسة. وكان لا يؤمن كثيرًا بطب الأجسام، ويؤثر عليه في كل مناسبة مرض الصلاة وسر مسحة المرضى. وأذكر في هذه المناسبة، أنه في يوم عيد من الأعياد، كان نجله بطرس (المهندس بطرس حاليًا) يلعب في الشارع، فصدمته عربة حانطور صدمة أثرت على ضلوعه. فاستدعى ميخائيل أفندي الأب الكاهن لعمل القنديل ودهنه بالزيت المقدس، ولم يلتفت لنصيحة الناصحين باستدعاء أحد الأطباء. وكان لا يرد سائلًا أو محتاجًا. فيستضيفه لينام في بيته، ويزوده بما يقدر عليه، ويصرفه بسلام. وقد يكون من هؤلاء الفقراء من هو رث الثياب، فلا يستنكف أن يأويه في مخدع مناسب في منزله.. وكان إحسانه أيضًا خفيًا. وأذكر في بلبيس، أن مساعدًا بالمركز، غير مسيحي، كان مريضًا، وانقطع عن العمل مدة من الزمن أثرت على معيشته. وكان قريبًا من مسكن ميخائيل أفندي. فكان يقرع على نافذته في أوائل كل شهر. حتى إذا فتحت النافذة، القي بعض النقود فيها وانصرف، دون أن يعرفه أحد، إلى أن تنبه إلى ذلك أحد الجيران ذات يوم في صباح مبكر. وقد ذكر لي هذه الواقعة المرحوم السيد عبد الغنى محمود، الذي كان معنا في المركز. وكان في صميم عقيدته، أن يطاع الله أكثر من الناس: فلا يأتي عملًا خارجًا عن أخلاقياته كمسيحي، مهما كان الباعث إليه أو الأمر به. وله في هذا الأمر أمثلة عديدة لا يتسع المقام لذكرها. إنه لم يلتحق في شبابه بمدرسة إكليريكية، إلا أنه في سلوكه وتدينه وعفته وغيرته، كان رسالة مقروءة من جميع الناس، حتى وصل إلى ما وصل إليه، وقد نقل من بلبيس إلى ههيا.. على أن صلتي به لم تنقطع. وكانت له فيها جولات يعرفها الذين عاشروه هناك. عوض الله حنا منصور بالمعاش - بكفر الصيادين بالزقازيق |
|