|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في عشية يوم معرض الصورة، ذهبت مع الأم الرئيسة لزيارة معرٌفي الأب سوبوتشكو ولمّا دار الحديث حول الصورة، طلب المعرّف إلى إحدى الراهبات أن تهتم في بعض الأكاليل. أجابت الأم الرئيسة: «ستهتم بذلك الأخت فوستينا». أبتهجت لذلك ولمّا رجعنا إلى البيت، أسرعت في تحضير بعض الأغصان الخضراء. بمساعدة إحدى العاملات وإحدى الراهبات، ونقلتها إلى حيث الصورة. وفِي الساعة السابعة مساءً، كل شيء كان محضراً وكانت الصورة معلّقة في مكانها، ولكن رأتني بعض السيدات واقفة هناك وكأنني أزعج أكثر مما أساعد. وفِي اليوم التالي أبدين إلى الراهبات إعجابهنّ بالصورة وسألنهنّ عن معناها. [فكّرن] أن الراهبات يعرفن شيئاً عنها لا سيّما أنهنّ قد إشتركن في اليوم السابق في زينتها. وتعجّبت الراهبات من عدم معرفتهنّ شيئاً عنها، وأردت أن يرونها وفِي الحال ظَنَنَّ فيّ وقلنَ” لا شك ان الأخت فوستينا تعرف كل شيء عنها”. ولما سألتني الراهبات سكتُّ، لأنه لم يكن باستطاعتي أن أقول الحقيقة. فزاد سكوتي حشريتهنّ. وأخذت حذري أن لا أكذب وأن لا أقول الحقيقة، لأنني لم أعطي الأذن [لذلك]. فأبدين حينئذ اشمئزازهنّ ووبّخنني علناً قائلات: «هل من المعقول أن يعرف الغرباء عن هذا الأمر ونحن لا نعرف شيئاً؟» وأُطلقت عليّ أحكام مختلفة، وتألمت طيلة ثلاثة أيام، غير أن قوّة خاصة تملّكت نفسي. كنتُ سعيدة أن أتألم من أجل الله ومن أجل الأنفس التي أغدق الله عليها نعمته طيلة الأيام الثلاثة. ونظراً إلى عدد النفوس التي نالت الرحمة الإلهية تلك الأيام، أعتبرت أن أقسى الالام والتعب هي كلا شيء حتى ولو دامت إلى نهاية العالم. بينما لا نهاية للعذابات التي نجت منها النفوس. وازداد فرحي لرؤية أناس آخرين يعودون إلى نبع السعادة، إلى حضن الرحمة الإلهية. |
|