نرى في إبراهيم أبي المؤمنين مثالاً لذلك. لقد دُعيَ ”خليل اللهِ“ أي ”صديق الله“ أو ”حبيب الله“. نفس الكلمة التي قالها المسيح لتلاميذه: «لا أعود أُسمِّيكم عبيدًا، لأن العبدَ لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سمَّيتكم أحباء (أصدقاء) لأني أعلَمتكم بكل ما سمعته من أبي» ( يو 15: 15 ). والصديق الخليل تُكشف له الأسرار كما حدث عندما كان إبراهيم ماشيًا مع الرب ليُشيِّعه، حيث أعلن له الرب أسرارًا خاصة بالقضاء الرهيب على سدوم. نعم «إن السيد الرب لا يصنع أمرًا إلا وهو يُعلن سِرَّهُ لعبيده الأنبياء» ( عا 3: 7 )، ويقول الرب: «هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟» ( تك 18: 17 ) . نعم، «سر الرب لخائفيه، وعهدُهُ لتعليمهم» ( مز 25: 14 ). إنه لشرف وامتياز عظيم لخائفيه أن الله لا يستحي بنا بل يميزنا، ويعلن لنا أفكاره وأسراره.