في بادئ الأمر كان كل شيء يظهر لأيوب غير مفهوم، ولكن «في كل هذا لم يخطئ أيوب ولم ينسب لله جهالة» ( أي 1: 22 أي 3: 10 ). وإن كان أيوب بعدئذٍ قد نسب إلى الله أشياء في غير محلها، فما ذلك إلا لأنه لم يفهم السر في تلك التجارب. إن صبر أيوب لمما يُتعجب منه حقًا، وقد صار بحق مثلاً لجميع الأجيال. وعندما وصل أصحابه الثلاثة، لم يجدوا خلال السبعة الأيام إلا أن يصمتوا مُظهرين أنه لم تكن لهم كلمة تعزية، بل بالعكس فكَّروا بخطأ أن أيوب إنما ينال جزاء أعماله، ولذلك ملأ اليأس قلبه من ناحية الجميع وبدأ ينطق، وقلبه حزين مكسور، بأولى كلمات احتجاجه «لِمَ»، إذ يقول: «لِمَ يُعطى لشقي نورٌ، وحياةٌ لمُري النفس؟». وملايين من الناس يسألون نفس هذا السؤال فيقولون: ”لماذا أعيش؟“ أَ لم يكن من الأفضل أن لا أُولد؟ (أي3: 10- 20) وفي إشعياء45: 9، 10 نجد الويل لمن يسأل مثل هذه الأسئلة.