ما أقوى وأثمن هذه الكلمات: «طَلَبتُ مِن أَجلكَ»! هنا كل السـر بلا نزاع، وهنا كانت العِلَّة الحافظة. فصلاة الرب يسوع هي التي حفظت نفس تلميذه المُخطئ في تلك الساعة الرهيبة التي كان يريد أن ينتهزها العدو المارق ليهشمه تهشيمًا لو أمكن ذلك. ولكن ماذا يستطيع الشيطان أن يفعل في أمر يتداخل فيه المسيح الكُلِّي القدرة؟ لا شيء. فهذه الصلاة العجيبة كانت الأساس في نجاة بطرس في الوقت الذي لم يكن فيه بحسب تقدير الإنسان أي أمل في النجاة. ولأي شيء صلَّى سيِّدنا؟ أ لكي لا يرتكب بطرس خطية إنكاره الفظيعة؟ أ لكي لا يلعن ولا يحلف؟ لا هذا ولا ذاك. فلأي شيء إذًا؟ الجواب: «طَلَبتُ مِن أَجلِكَ لكي لاَ يَفنى إِيمَانكَ».