|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجــــيء الرب والقيامــــة «يَسُوَع المَسِيحِ، الذي أبْطَلََ المَوتَ وأَنارَ الحَيَاةَ والخُلُودَ» ( 2تيموثاوس 1: 10 ) كان فلاسفة اليونان والرومان يأملون في الخلود، ولكنه كان ينقصهم شيء واحد لم يتأملوا فيه، وهو أن الجسد الذي يُثوَى في القبر سوف يقوم مرةً أخرى. كما أنهم لم يقدروا أن يتصوَّروا أنه بعد اختلاط عناصره المنحلَّة مع مواد الطبيعة، سوف يُجمع مرةً ثانية قابلاً للحياة والخلود. لكن يكتب بولس الرسول للمسيحيين في تسالونيكي مُميِّزًا إياهم عن الوثنيين قائلاً: «لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيُحضرهم الله أيضًا معه» ( 1تس 4: 13 ، 14). لقد أبطلَ المسيح الموت بموته على الصليب وقيامته، وأنار الحياة والخلود. فبالقيامة والصعود أعلن الله عن سبيل مُضيء من ظلمة القبر إلى حضرة الله حيث ملء الفرح «أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد» ( مز 16: 11 ). لقد كانت قيامة الحياة أمل شعب الله في العصور المُتقدمة. فقبل الطوفان تنبأ أخنوخ السابع من آدم عن مجيء الرب مع ربوات قدِّيسيه، ليصنع دينونة على عالم الفجار. وقد عرف أخنوخ أن ربوات القدِّيسين سوف يأتون مع الرب، لأنه هو نفسه عرف بالإيمان أنه سوف يُنقَل لكي لا يرى الموت. فنقله كان شهادة للعالم الذي قبل الطوفان على أن قدِّيسي الله سيظهرون مع الرب في مجده بأجسامهم المُمجَّدة. ومع مرور الوقت كان رجاء القيامة يبدو أنه ازداد رسوخًا، فإبراهيم «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله» ( عب 11: 10 ). وإلى زمان إبراهيم لم يكن أحد قد قام من الأموات، ولكنه بقوة إيمانه قدَّم إسحاق للموت، مؤمنًا أن الله لكي يُكمِّل وعده له سوف يُقيمه من الأموات. وأيوب كان له أيضًا إيمان بالقيامة. ففي إجابته على الافتراءات القاسية التي وُجهت ضده، أمكنه أن يقول: «أما أنا فقد علمت أن ولييّ حي، والآخر على الأرض يقوم، وبعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله» ( أي 19: 25 ، 26). هنا نجد إيمانًا واضحًا وقويًا في وثوقه. فأيوب عرف أن وليه الله، وأنه في اليوم الأخير سيُقيم الأجساد. والقيامة حتمية بالنسبة للخلاص الكامل، لذلك يُظهر الرب في مرقس12: 26، 27 أنه إله الآباء، ولذلك يجب أن يقوموا من الأموات، ويؤكد أن النفس والجسد ضروريان لتكوين الإنسان الكامل. |
|