إن وُجد عنده مُرسل وسيط واحد من ألف ليعلن للإنسان استقامته.
يتراءف عليه ويقول أطلقه عن الهبوط إلى الحفرة قد وجدت فدية
( أي 33: 23 ،24)
أيها القارئ العزيز ... إن استقامة الإنسان هي في أن يعترف بأنه قد أخطأ. فهذا المبدأ بسيط، ولكن على بساطته ما أصعب وصول النفس إليه. فأيوب لم يصل إليه إلا بعد المشقة، فكم أدلى من الحجج، وكم جادل في الأقوال، وكم عدد في صلاحه ومناقبه، وكم أشار إلى شرفه ومركزه، وهكذا بعد صعوبة كُبرى وصل إلى نهاية نفسه، ونطق بكلمات الاستقامة الصحيحة قائلاً: أنا مذنب. هذا هو القلب البشري، يصعب عليه أن يرى ذاته وامتيازاته منهدمة حوله. على أنه من الجهة الأخرى لا يستطيع أن يرى أمجاد المسيح إلا وسط تلك الأنقاض ـ أنقاض الذات.