|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ، َسِيطٌ وَاحِدٌ.. لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ اسْتِقَامَتَهُ،..وَيَقُولُ:أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ .. قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً ( أي 33: 23 ، 24) حقاً إنه لا يوجد سوى واحد من ألف يستطيع أن يُعلِن للإنسان ما هي حقيقة استقامته. فإن وُجِدَ واحد يُخبره بالحقيقة من جهة هذا الأمر فإنه يوجد 999 يخبرونه أن استقامته تقوم باجتهاده في العيشة الصالحة ومساعيه في تحسين ذاته وما أشبه. ولكن لو كانت الاستقامة تقوم بهذه الأمور، لكان أيوب غنيًا فيها. وإذا رجعنا إلى الأصحاح التاسع والعشرين لرأينا أيوب متقدمًا في ميدان الآداب السامية والأعمال الخيرية، ولكن عندما يظهر على المسرح ذلك «المُرْسَل» الأمين و«الوَسيط» الحقيقي الواحد من ألف، حينئذ يتغيَّر المشهد، إذ يخبرنا أن استقامة الإنسان تقوم في الاعتراف بأنه خاطئ «يغنِّي بين الناس فيقول» (ع27)، ماذا؟ هل يقول قد عشت عيشة صالحة؟ قد أنفقت مالي على المساكين؟ قد تلَوت صلوات عديدة؟ قد سكبت دموعًا غزيرة؟ قد صُمت مرارًا كثيرة؟ قد طالعت أصحاحات عديدة؟ كلا. بل يقول: «قد أخطأت، وعوَّجت المستقيم، ولم أُجازَ عليه» (ع27). وماذا إذًا؟ هل يحدره الله إلى الجحيم؟ كلا. بل يقول: «فدى نفسي من العبور إلى الحفرة، فترى حياتي النور» (ع28). |
|