|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بينما نسمع عن داود: "وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدًا" [13]، إذ بنا نقرأ عن شاول: "وذهب روح الرب من عند شاول وبَغَتَهُ روح رديء من قبل الرب" [14]. حلّ روح الرب على داود كما رفّ قبلًا على وجه المياه (تك 1: 2) ليخلق من الأرض الخربة الخاوية عالمًا جميلًا مملوءًا حياة. هكذا تمتع داود بروح الرب الذي وهبه نعمة الملوكية -القيادة الحكيمة لشعب الله- فلا يعمل بذاته بل بما للرب. وفي العهد الجديد أرسل الابن الوحيد روحه القدوس الذي يهبنا البنوة للآب ويجدد طبيعتنا مقدسًا إياها لنصير على شكل الابن ونتشبه به. * يمكن للشخص أن يشترك في الطبيعة الإلهية فقط خلال الروح. القديس كيرلس الكبير * مرة أخرى يُدْعَى الروح "روح القداسة والتجديد"... إذ يكتب بولس الرسول: "تعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات؛ يسوع المسيح ربنا" (رو 1: 4). وأيضًا يقول: "تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" (1 كو 6: 11). إذ كتب إلى تيطس قال: "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في برّ عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا، حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية" (تي 3: 4-7)...إنه ذاك الذي لا يتقدس بواسطة آخر ولا هو شريك في التقديس، بل هو نفسه واهب الشركة، وفيه تتقدس كل الخليقة... دعى الروح وأحب الحياة: "الذي أقام المسيح من الأموات سيُحي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم" (رو 8: 11)... البابا أثناسيوس الرسولي يقدم القديس باسيلوس الكبير شاول مثلًا للإنسان الرافض قبول روح الله فيه، إذ يقول الكتاب: "وذهب روح الرب من عند شاول وبَغَتَهُ روح رديء من قبل الرب" [14].يقول القديس باسيلوس: [الروح أيضًا حاضرً دومًا في مستحقيه، يعمل حسب الحاجة إما بالنبوات أو بالأشفية أو بأية معجزات أخرى... ولا يبقى (الروح) في الذين - بسبب عدم ثبات عزمهم - يرفضون النعمة التي نالوها، مثلهم مثل شاول ومثل السبعين شيخًا من بني إسرائيل عدا الدود وميداد (عد 11: 25-26)]. يقول القديس جيروم في العظة التاسعة على المزامير: [انسحب الله فأقلق الروحُ الشريّر شاول]. |
|