وقال الرب: سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي
يُغربلكم كالحنطة! ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك
( لو 22: 31 ، 32)
هل من شيء أبرع جمالاً من هذه النعمة؟ ذلك السيد الرحيم المُحب الأمين، وهو عالِم بخطية بطرس الشنيعة وعارف كل ما هو مُزمع أن يحدث منه، نراه يشفع فيه، حتى رغمًا عن كل ما يحدث من إنكار ولعن وحلف ونسيان، لا تتزعزع ثقته ولا يفقد اليقين بالثبات الأبدي لتلك النعمة التي انتشلته من أعماق خرابه وشره. يا لها من نعمة ليس لها مثيل! حقًا إنه لا يوجد شيء يضارع ما فيها من جمال وبركة. لو لم تكن هذه الصلاة لضاعت حتمًا ثقة بطرس، وما كان ممكنًا له أبدًا أن يتغلَّب ويخرج منتصرًا من ذلك الصراع العنيف الذي كانت تجوز فيه نفسه كلما تذكّر خطيته المُريعة، كلما كان يرجع لنفسه، وتمرّ أمام مُخيلته كل الرواية من أولها لآخرها