منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 06 - 2023, 08:31 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

مزمور 93 | الملك في جلاله


الملك في جلاله

اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ.
لَبِسَ الْجَلاَلَ.
لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ.
اتَّزَرَ بِهَا.
أَيْضًا تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ.
لاَ تَتَزَعْزَعُ [1].

لن يتوقف عدو الخير عن مقاومة الله عبر كل الأجيال، بوسيلة أو أخرى، لكن كما جاء في دانيال تتحطم ممالك الشعوب المقاومة للحق الإلهي.
عظمة الله وجلاله وقدرته تهب المؤمنين الثقة والرجاء وسط الضيقات، فيقتربون منه ويلتصقون به، ليتمتعوا بحبه وعنايته الإلهية الفائقة، وتدفعهم إلى قبول وصيته الملوكية. يمارسون العبادة له في مخافة، بفكر سماوي وقور.
قدرته وعنايته ومحبته لم تقف عند خلقة المسكونة، بل تمتد للعمل الدائم لتحقيق رسالتها. إنه الخالق المخلص والراعي محب البشر.
الكلمتان "لبس" و"اتزر" مأخوذتان من التعبيرات العسكرية، لأن الله حامي شعبه من الشيطان وجيشه الروحي، كما قيل: "استيقظي، استيقظي، البسي قوة يا ذراع الرب" (إش 51: 9).
* قيل بخصوص الرب نفسه بطريقة لائقة، بعدما جعل الكنيسة تزداد خصوبة: "الرب قد ملك، لبس الجمال" وفي عبارة أخرى: "اتزرت بالتسبيح والجمال". فمن الواضح أن ما هو مثمر جميل، وما هو غير مثمر أيضًا غير جميل.
* بالحقيقة إذ هو أبرع جمالًا من كل البشر، يعطي مما له، فإنه لا يقدر أحد أن يعطي ما ليس له. ولذلك قيل: "الرب قد ملك، لبس الجمال". إنه يلبس الجمال خلال النعمة التي للكنيسة، ففي المعمودية تنزع كل معصية، وكل الرجاسات، وتشرق ببهاء النعمة السماوية. هكذا يقول لها العريس: "من هذه التي تشبه الفجر، جميلة كالقمر، مختارة كالشمس، عجيبة كجيش سامٍ بألوية"[2].
* ذاك الذي جاء في شكل عبد، في شبه الإنسان، جدد (الإنسان بروحه) وسكب نعمته في قلبه، واتزر بسمو خلاص الجنس البشري.
القديس أمبروسيوس

* الرب ملك، لبس الجلال. لبس الرب القدرة، اتزر بها. أيضًا تثبت العالم، لا يتزعزع". هذه المقاطع الثلاثة تتحدث عن الرب المخلص بواسطة النبي، أما بقية المزمور فموجه مباشرة نحو الرب نفسه... الرب الذي صار عبدًا هو ملك، لبس الجلال. ماذا يقول إشعياء؟ "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه... رجل أوجاع، اعتاد على الضعف" (راجع إش 53: 2-3).
ملك الرب كملكٍ، ولبس الجلال. إذن المعنى هنا أن ذاك الذي مظهره كان قبلًا مخيفًا وهو في ضعف الجسد، الآن بهي في جلال لاهوته. فإن ما هو غير منظور فيه، إنما يُنسب لحالنا نحن، أما ما هو خاص بالجمال فهو متجانس مع جلاله.
"اتزر" (تمنطق)، هو تعبير يعني نوعًا من السرّ. عندما لا نتزر، يسقط رداؤنا حتى إلى القدمين. فما لم يُمسك الرداء بالمنطقة، يصير محلولًا. لهذا، فإننا إذ لم نستطع أن نحتمل كمال قوة الرب، فإنه يمنطق جلاله بالجسد. هذا الفكر عينه يظهر في موضع آخر في الكتاب المقدس: "تنظر ورائي، وأما وجهي فلا ترى" (خر 33: 23). أيضًا في كتاب الملوك يُقال عن إيليا أنه وقف في مدخل مغارة على جبل سيناء، ومن هناك رأى الرب حين عبر (1 مل 19: 11-12).
لاحظوا إنه يقول إنه رأى خلف الرب المخلص عندما وقف عند فتحة في صخرة. إن كانت الصخرة هي رمز للرب المخلص... يقول الرسول: "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4)، إذن بالحقيقة نحن نرى فتحة الصخرة، خلال الجسد، فندرك الله. لماذا قلت هذا كله؟ لأنه في هذا التفسير عينه نحن نشمل أيضًا الآية: "لبس الرب الجمال واتزر". كما لو كان خلال فتحة الصخرة، يدرك الرب المخلص، هكذا أيضًا خلال المِنْطقة يُدرك جلاله.
القديس جيروم

* اقتدٍ بربك، حتى تصير ثوبه، يكون لك الجمال نحو الذين يُسرون بأعمالك الصالحة، وأظهر قوتك مقابل الذين ينتقصون (بالإيمان).
* الاتزار يعني العمل، فإن كل إنسانٍ يتزر عندما يتهيأ للعمل... يقول في مزمور آخر: "تمنطق بسيفك على فخذك أيها الجبار... شعوب تحتك يسقطون" (مز 46: 3، 5)... سيف الرب الذي به يهزم العالم المحيط بقتل الإثم هو روح الله في حق كلمة الله...
قيل إنه تمنطق بمئزره، وبدأ يغسل أقدام التلاميذ، لأنه كان متواضعًا عندما تمنطق بمئزرة. لقد غسل أقدام تلاميذه. لكن كل القوة هو في التواضع، وكل الكبرياء هش. ولهذا عندما تحدث عن القوة أضاف: "اتزر"، حتى تذكر كيف أن إلهك اتزر بالتواضع عندما غسل أقدام تلاميذه (يو 13: 4-15)...
إن كانت القوة في التواضع لا تخف إذن من المتكبرين. المتواضع مثل الصخرة. تبدو الصخرة كأنها تنهار مع ذلك فهي ثابتة.
ما حال المتكبرين؟ مثل الدخان، فإنهم وإن كانوا مرتفعين لكنهم يتبددون!
* ما هي المسكونة (الثابتة) التي لا تتزعزع؟ ما كان يشير إليها لو لم توجد مسكونة أيضًا يمكن أن تتزعزع. توجد مسكونة لا تتزعزع، وتوجد مسكونة تتزعزع. فإن الصالحين الثابتين في الإيمان هم المسكونة. لا يقدر أحد أن يقول إنهم مجرد جزء من المسكونة. أما الأشرار الذين لا يقطنون في الإيمان، فعندما يسقطون في أية ضيقة فهم في العالم كله. توجد مسكونة تتزعزع وتوجد مسكونة ثابتة يتكلم عنها الرسول.
أسألكم عمن يتكلم الرسول قائلًا: "الذين منهم هيمنايُس وفيليتس، اللذان زاغا عن الحق، قائلين إن القيامة قد صارت فيقلبان إيمان قومٍ" (2 تي 2: 17-19). هل هذان ينتميان إلى المسكونة الثابتة؟ إنما كانا قشًا، وكما يقول "فيقلبان إيمان قومٍ... ولكن أساس الله راسخ قد ثبت، إذ له هذا الختم". أي ختم كأساس ثابت له؟ "يعلم الرب الذين له". هذه هي المسكونة الثابتة؛ وأي ختم هو هذا؟ "كل من يُسمي اسم المسيح، ليتجنب الإثم" (راجع 2 تي 2: 17-9).
القديس أغسطينوس

* لما صُلب ومات وقام وتمّ خلاصنا، أظهر مجد لاهوته في ناسوته، فصار غير قابل الموت، وغير مائت وغير قابل للجوع والعطش وغير محتاج إلى كسوة، لأن ضياء لاهوته ظهر ساترًا لناسوته، حتى ظنوا، عند نظرهم له، أنه روح بغير جسد، لما نظروه من عظم نوره. وهذا الضياء هكذا هو له لم يزل، ولكنه كان يخفيه حتى تمم خلاصنا من العدو الذي خدعنا .
القديس مار أفرام السرياني

* تُمدَح النفس لخصوبتها، وذلك ليس بدون سبب، من جهة لأنها ولود في الفضائل، ومن جهة أخرى أنها بلا شر في ذاتها.
إنه لأمر جميل ألاَّ يوجد شر، إنه جميل ما هو صالح، أما الشر فليس بجميل.
الخصوبة في الأعمال الصالحة جميلة؛ أما العقم فمضاد للجمال، إذ يوجد شر فيما هو محروم من الجمال واللياقة.
ما هو شر فهو عقيم وغير مخصب. وما أدل على ذلك ما تقدمه الطبيعة. الأرض الجيدة خصبة ومثمرة، أما الرديئة فمجدبة وبور.
كان مناسبًا ما قيل بالنسبة للرب نفسه بعد أن جعل الكنيسة تزداد خصوبة: "الرب قد ملك، لبس الجلال" (مز 93: 1). وفي نص آخر: "مجدًا وجلالًا لبست" (مز 104: 1). واضح إذن إن ما هو ولود وخصيب جميل، وما هو عقيم قبيح.
حال النفس كحال التربة، فالنفس تكون جميلة إن كانت وفيرة في استحقاقاتها وفي المشورة، وأما النفس العقيمة (والمشغولة بالماديات) قبيحة، لأن العقم هو ضعف في النفس، يجردها من ثمرها ويخدعها. يجعلها في عوز ويثير مخاوف، يضاعف الشهوات الشرهة والأفكار الخاملة فتسقط!
القديس أمبروسيوس

* يغسل الرب أقدام كل الذين يسلكون في الطريق، ويمسحها بالمئزرة التي يتزر بها. بالحق إن طوق الرب له القوة أن يطهر من الخطية.
* دخلت العروس هذا الطريق حيث غسل السيد المسيح قدميها، وجففهما بقماش الكتان الذي كان متمنطقا به. تنظف قوة هذا القماش الذي كان متمنطقا به السيد المسيح من الخطايا. "الرب قد ملك. لبس الجلال. لبس الرب القدرة. ائتزر بها" (مز 1:93). ابتدأت العروس تراقب نفسها عندما وضعت قدميها على الطريق الملكي فلا تحيد عنه إلى اليمين أو اليسار، ولم تلوث قدميها بالطين بالسير خارج الطريق. أنت تعلم بالتأكيد معنى هذه الكلمات: خلعت العروس حذاءها نهائيا بالعماد (لأن عمل من يُعمد يشمل فك سيور الحذاء، كما شهد بذلك يوحنا، عندما لم يتمكن من فك سيور حذاء السيد المسيح. إذ كيف يتمكن يوحنا من فك سيور حذاء ذاك الذي لم يرتبط برباط الخطية؟) حفظت العروس قدميها بدون تلوث على الطريق المرصوف مثل ما عمل داود بوضع قدميه على صخرة بعد ما غسلها من الطين، حيث قال: "أصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجلي. ثبت خطواتي" (مز 2:40). نحن نفهم أن هذه الصخرة هي السيد المسيح، فهو النور والحق وعدم الفساد والبرّ الذي يصف الطريق الروحية. وعندما نحفظ خطواتنا على هذا الطريق دون أن نبتعد عنه إلى الجانبين، تبقى حياتنا غير ملوثة بالقاذورات. هذه هي الطريقة التي حفظت بها العروس بابها مفتوحًا للسيد المسيح. ولقد وعدت أن لا تعود مرة أخرى للقاذورات المرفوضة، أو تستقبل أي ملوثات أرضية على طريق هذه الحياة، لذلك أصبحت روحها مستعدة لكي تكون مقدسة. المسيح نفسه هو هذه القداسة(1 كو 30:1). وهكذا قد أكملنا فحص معنى هذه الكلمات .
القديس غريغوريوس النيسي

* اليوم تتهلّل بالفرح الوديان وكل ما فيها، لأنّ تربة النفس شربت من ندى السماء. لقد ملك الرب ولبس الجلال (مز 93: 1)، فآدم قديمًا إذ كان سيدًا وملكًا صار بسبب التعدِّي عبدًا للخطية. أما اليوم فها هو آدم الثاني يملك على أعدائه، "لأنه يجب أن يملك" (1 كو 15: 25) كما هو مكتوب.
اليوم ثبَّت الرب المسكونة (مز 93: 1)، أي النفس التي كانت في الماضي مهجورةً بسبب الخطيئة ومرعوبةً ومرتعدةً وقد استولى عليها الخوف والفزع، لأنه مكتوب: "تحت اللعنة تصير خائر القوى ومرعوبًا في الأرض" (أنظر تك 4: 11-12). ففي الحقيقة منذ أن صار هيكل النفس مبنيًّا على الرمل (أنظر مت 7: 26)، صار متذبذبًا مهزوزًا، أما اليوم فقد صار مشيَّدًا على صخر اللاهوت الذي لا يتزعزع .
* كما أن الملك إذا كتب رسائل للذين يشاء أن ينعم عليهم بعطايا ومواهب خاصة يقول لهم: بادروا إليَّ جميعكم لتنالوا مني نعمًا ملوكية. فإن لم يذهبوا ويأخذوها لا تفيدهم قراءة الرسائل شيئًا، بل يستحقون الموت... كذلك الله الملك (مز 93: 1) أرسل كتابه الإلهي ورسائله (رؤ 1: 4)، قاصدًا بها أنه بالدعاء له والإيمان به يسألون وينالون... أن نكون شركاء في الطبع الإلهي (1 بط 1: 4). وأما إن لم يأته الإنسان ويسأل لينال فلا يستفيد شيئًا من قراءة الكتب المقدسة، بل يكون في خطر الموت (يو 12: 48)، لأنه لم يرد قبول موهبة الحياة من الملك السماوي، التي بدونها لا يمكن نوال الحياة الخالدة، التي هي المسيح نفسه (يو 11: 25)، له المجد إلى الأبد آمين.
القديس مقاريوس الكبير

* عندما أظهر قوته بقهره الأبالسة، حينئذ عرف كافة الناس أنه ملك بالحقيقة وليس ملك غيره، وهو لم يزل رب القوات.
أيضًا الجمال الذي لبسه هو إبراء الجسد من البلاء والفساد بعد قيامته من الأموات. بما أن جسده قبل القيامة كان قابلًا للآلام والموت، ولكن بعد قيامته لم يعد يقدر عليه الألم والموت. فإبراء الجسد من هذه ، ورفعه إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب، هذا يقال عنه جمالًا.
أما قوله: "تمنطق بالقوة" فمعناه ليس أنه أخذ من الناسوت قوة لم تكن فيه: لأنه هو قوة الله وقوته كقول الرسول، لكن معناه أن أظهر في تجسده قدرة لاهوته بفعله خلاصنا. والمسكونة التي كانت قبلًا تعاني من اهتزاز الضلالة قد ثبتها على الحق، وأقام مسكونة مؤسسة على صخرة إيمانه، لن تزعزعها أبواب الجحيم، وهي الكنيسة المقدسة.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



كُرْسِيُّكَ مُثْبَتَةٌ مُنْذُ الْقِدَمِ.
مُنْذُ الأَزَلِ أَنْتَ [2].
مملكة الله، ملك الملوك، ثابتة منذ القدم، وتبقى دائمة إل الأبد. لهذا فإن الأتقياء لا يخشون الزمن، لأن القائد الحقيقي للكنيسة هو الأزلي السرمدي، لن يتغير. يقيم في كل جيل قادة، لكننا لا نتكئ عليهم، بل على الله القائد الحقيقي غير المتغير، الأمر الذي يبهج قلبنا، ولا ينزع عنا رجاءنا مطلقًا. لذا يتغنى المرتل، قائلًا: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك" (مز 45: 6). كما جاء عنه: "له على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ 19: 16).
* ما هو كرسي (عرش) الله؟ أين يجلس الله؟ في قديسيه. أتريدون أن تكونوا عرش الله، أعدوا موضعًا في قلوبكم حيث يجلس عليه. ما هو عرش الله إلا الموضع الذي يسكن الله فيه؟ أين يسكن الله إلا في هيكله؟ وما هو هيكله؟ هل هو محاط بأسوارٍ؟ حاشا! لنفرض أن هذا العالم هو هيكله، لأنه عظيم جدًا، وشيء يليق بأن يحوي الله. إنه لا يحوي ذاك الذي صنعه؟ أين إذن يوجد؟ في النفس الهادئة، النفس البارة.
القديس أغسطينوس

* تذكروا أيضًا ما كنت أتحدث عنه كثيرًا بخصوص جلوس الابن عن يمين الآب، حيث جاء في قانون الإيمان: "وصعد إلى السماوات، وجلس عن يمين الآب".
ليتنا لا نتطفل في معرفة معنى "العرش"، لأنه غير مدرك. لكننا لا نقبل أبدًا القائلين كذبًا أن الابن بدأ يجلس عن يمين أبيه بعد صلبه وقيامته وصعوده إلى السماوات، لأن الابن لم يتمتع بالعرش بالتقدم (أي ترقى إليه)، بل هو دومًا على العرش حيث كائن. وقد عرف إشعياء النبي هذا العرش قبل مجيء المخلص في الجسد فيقول: "رأيت السيد جالسًا على عرشٍ عالٍ ومرتفعٍ" (إش 6: 1). وقد قيل إن الآب لم يره أحد قط (يو 1: 18)، فكأن النبي رأى الابن.
يقول أيضًا المرتل: "كرسيك مثبت منذ القدم، منذ الأزل أنت" (مز 93: 2). توجد أدلة كثيرة على هذا .
القديس كيرلس الأورشليمي

* "أيضًا تثبتت المسكونة (العالم)، لا تتزعزع". إن أخذنا هذا بمعنى أن هذا العالم خُلق ثابتًا بواسطة الرب حتى لا يضطرب بأي فوضى، فماذا يعني ما قيل في موضع آخر في الكتاب المقدس: "السماء والأرض تزولان" (مت 24: 35)... كلمة Olkouménê في هذه العبارة ترجمت "الأرض المسكونة"، تبدو لي أنها الكنيسة التي يُقال عنها في الإنجيل: "أنا وأبي نأتي ونصنع معه مسكنًا" (راجع يو 14: 23). بحق تُدعى "مسكونة inhabitant" حيث يسكنها الآب والابن والروح القدس. فما نعرفه عن "الأرض المسكونة" هو أن العالم يصير ثابتًا أبديًا. لنطبق هذا أيضًا على نفوسنا، فإنه إذ يكون لنا الآب والابن والروح القدس ساكنين، تصير أرضنا غير مزعزعة كل الأبدية.
* إذ يتحدث المرتل عن ملكوت الرب ومجد ثوبه، يشير إلى قوته، وإن العالم لا يتزعزع، الآن يحول الحديث إلى الرب نفسه ملكًا باهرًا. ماذا يقول النبي؟ "كرسيك مثبته منذ القدم، منذ الأزل أنت". العبارة: "لبس الرب القدرة" تخص ضعف الجسد، ومع هذا فإن مُلكه قائم دائمًا. كرسيك ثابت، قائم على الدوام، ليس له بداية. "منذ متى؟" منذ أي زمن؟ لا يمكن أن يُعين، لأنه ليس من بداية له... ها أنتم ترون أن النطق النبوي وُضع بدون حدود، وها أنتم تدركون أنه يحتوي على قياس منطقي... لم يقل: "منذ الأزل أنت بدأت" وإنما "منذ الأزل أنت". إنك كائن دائمًا، يا من قلت لموسى: "هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه (أنا هو) أرسلني إليكم" (خر 3: 14).
القديس جيروم

* مُلك الله دائم وليس حديثًا، بل أزلي.
وأيضًا معناه أن سرّ التجسد الذي به أظهر للجميع مُلكه، وجلس عليه كأنه على كرسيه قد هيأه منذ خلقة الإنسان بوصفه صورته الإلهية مثل ختم، لعلمه بأنه بعد زمان مزمع أن يتخذه أقنوم لاهوته ويتحد به. إذن يقول النبي: أنت الإله الأزلي، أنت هو المتجسد في آخر الزمان.
الأب أنسيمُس الأورشليمي

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 101 | نذور الملك
مزمور 93 | الملك القدوس
مزمور 76 | اسم الملك الكاهن
مزمور 50 - من صهيون حسن بهاء جماله
مزمور 45 - مجد الملك


الساعة الآن 02:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024