* النخلة شجرة مرتفعة ومثمرة وكثيرة البقاء، وفي نموها تحتاج إلى زمن طويل، وهي دائمة الورق، ومتينة الأصل، ولها حسن البياض، وحلو الثمر. ألوان ثمرها كثيرة، أسفلها رفيع وأما أعلاها فعريض ويصعب عل الوحوش أكل ثمرها، لأنه يعسر الوصول إلى أغصانها، والصعود إلي ارتفاعها... حتى أغصانها (سعف النخل) فيستعمل كراية لمن ينتصرون في الجهاد. لأجل هذه الخصال شبه الصديق بها، لأن الفضيلة زائدة الحلاوة، وتحتاج إلى زمن طويل وتعب كثير في نموها، لكنها دائمة البقاء، ومورقة وجيدة الأصل، وثمرها حلو، وقلبها أبيض، ومحاسنها كثيرة ومتنوعة، ولا تتسمع بالأرضيات، لكن ارتفاعها واتساعها في محبة السماويات، ولا يُلقى منها شيء جزافًا، وجوائز أثمانها والجهاد في اكتسابها كثير.
وأيضًا شُبه الصديق بالأرز، لكون الأرز طوله شاهق، وثابت الأصل، زكي الرائحة وكثير الأصول والأغصان وملتف ومورق وعديم البلى...
أما قوله "لبنان" فيدل على أن الأمم يتزكون بإيمانهم بيسوع المسيح الإله، لأنه بلبنان يُكنى عن الأمم. فقد غرسوا في بيت الرب (أي في كنيسته) وفي دياره التي هي مجامع المؤمنين المنتشرة في العالم.
الأب أنسيمُس الأورشليمي