* يظهر جبل لبنان لنا من جميع جوانبه وتنمو الغابات الكثيفة تظلل جوانبه المنحدرة. ولهذا السبب تتنوع الصور التي كتبت عن جبل لبنان في الكتاب المقدس، لذلك يجب أن نفحص كل واحدة منها على حدة. لذلك يرى الأنبياء لبنان في أوجهه المختلفة، لمدحه ولإدانته. الرب يكسر أرز لبنان، ويقلل من شأنه، ويجعله كالعجل الوحشي الذي يُعبد في الصحراء (مز 5:29-6) (تعلمنا هذه النبوّة أن كل شر يرفع نفسه ضد معرفة الله سوف ينتهي إلى لاشيء). ويمكن أن نضفي معنى أفضل إلى لبنان: "الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز 12:92). ينمو الواحد العادل كنخلة عالية، لأنه في الحقيقة عادل (السيد المسيح هو الواحد العادل الذي صعد من الأرض إلى السماء من أجلنا). هو نخلة يحمل الكثير من الأوراق. وأصبح السيد المسيح وهو في طبيعتنا البشرية، جبلًا ملأ بالأرز كل من كان مرتبطًا به بالإيمان وناميًا عليه. وعندما نُزرع في بيت الله، ننمو ونزدهر في فناء الله .
القديس غريغوريوس أسقف نيصص