|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنْ يُخْبَرَ بِرَحْمَتِكَ فِي الْغَدَاةِ، وَأَمَانَتِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ [2]. يبدأ التسبيح مع بداية النهار باكرًا في الفجر، وتبقى النفس تسبحه حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث يلهج الإنسان بمراحمه الإلهية وأمانته في تحقيق وعوده. ليس أمر يهب الإنسان عذوبة في بداية اليوم مثل التسبيح، ولا ما يهبه تعزية وراحة في آخر الليل مثله. * ماذا إذن تعني: "أن نخبر برحمتك (حنوك) في الفجر"؟ إنها تعني هذا: "إنه ليس ممكنًا لنا أن نعترف للرب ونحصل على رحمته ما لم يبدأ نور واضح أن ينير قلوبنا؛ ما لم تنسحب ظلال الليل ويبلغ الفجر، لا نستطيع أن ننال رحمة الله المترفقة. لهذا فإنه بالحقيقة تخبر في الفجر بحنو الله عندما تشرق شمس البرّ في قلبك. * "أن يخبر برحمتك في الفجر، وأمانتك بالليل". لماذا يسبح بالرحمة في الفجر وبالأمانة بالليل؟ لتصغوا بانتباه، فإن هذه أمور ليس من السهل فهمها. يقول أولًا: "حسن هو أن يعترف للرب" فإن الترنم يتبع معرفة الخطايا. الإنسان الذي يرد نفسه بالتوبة عن الخطية، ويتأهل للتسبيح، يبدأ أيضًا أن يخبر عن ذاك الذي يسبحه. ماذا يعني أن الرحمة يُخبر بها في الفجر، والأمانة يُسبح بها في الليل بأغنية؟ حيث توجد رحمة الرب يكون النور، أي يكون الفجر، الساعة التي تشرق فيها الشمس، ويزول عمى ظل الليل. "أمانتك بالليل"، حيثالعدل. حيث يوجد العدل تكون المحاكمة، وحينما يصدر الحكم لا يوجد مجال للرحمة، عندما تُزال الرحمة، يكونالتهديد بكارثة الخطية. هناك يكون الليل لا النهار، كقول النبي: "ماذا يعني لكم يوم الرب؟ هو ظلام لا نور" (راجع عا 5: 18). في ذلك اليوم سيعرف فحص كل حياة حسبما يستحق. في عبارة أخرى يقول النبي إن هذا اليوم مرعب... "عظيم هو يوم الرب ومرعب للغاية من يقدر أن يحتمله؟" (راجع يوئيل 2: 11). القديس جيروم * ما هو هذا، أن نخبر برحمتك في الصباح وحق الله في الليل؟ الصباح هو عندما نكون في فرج، والليل عندما يحل حزن التجربة... عندما تكونون في ازدهار افرحوا في الله، لأن هذا من قبل رحمته... وحينما تكونوا في تعبٍ احمدوا حقه، فهو يجلد عن الخطايا، وهو ليس بظالمٍ... في الليل اعترف دانيال بحق الله، قال في صلاته: "أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر... لك يا سيد البرّ. أما لنا مخزي الوجوه" (دا 9: 5، 7). لا تتهموا الله لأنكم تتألمون بسبب الشر، بل انسبوه لخطاياكم ولإصلاحه لكم؛ تخبرون بلطفه باكرًا في الصباح وبحقه في وقت الليل. وعندما تفعلون هذا تسبحون الله على الدوام، وتعترفون له، وترنمون لاسمه. القديس أغسطينوس * السبوت والأعياد التي تكّمل بالنهم والسكر واللهو واللعب والأعمال غير اللائقة يبغضها الله، وينتهر فاعيلها. لأنه في الأصحاح الأول من نبوة إشعياء النبي يقول: "رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. صارت عليَّ ثقلًا. مللت حملها" (إش 1: 14). فهذا المزمور إذن يعلمنا بأن بطالة العمل في الأعياد تكون لأجل هذه الأربع: أولًا: اعتراف للرب، أي التفكير في إحسانات الله وخلاصه الذي صنعه للبشر. ثانيًا: الترتيل لاسمه. ثالثًا: أن نخبر الناس برحمته التي صنعها معنا. رابعًا: أن نذكره بحقه أي بانجازه وتحقيق ما وعد به إبراهيم أن بنسله تتبارك كافة الأمم. وهذه الأربع نداوم عليها بالغداة (الصباح) والليل. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|