لذلك لا ينبغي بل ولا يُصح أبداً أن نخترع أي طريق آخر من عندنا أو ننتقص منه شيئاً،
ولا ينبغي أن نُقدِّم للناس حلولاً أُخرى ولا وعظ جديد بأفكار جميلة براقة، فلا تنفع التوبة وحدها بدون إيمان على المستوى الشخصي الواعي بمن آمنت، ولا ينفع إيمان سوى الإيمان بالإنجيل أي إنجيل بشارة ملكوت الله وشفاء النفس، ومستحيل يكون هناك تبعيه للرب بدون إيمان حي عامل بالمحبة، لأن الإيمان بدون محبة لا يصلح في شيءٌ قط، بل سيصير مجرد تصديق سلبي وليس فيه أدنى حركة إيجابية، وربما يكون فيه مُجرد مخافة كإيمان الشياطين الذين يؤمنون أن الله موجود ويقشعرون، لأننا – حسب إعلان الإنجيل – رأينا التلاميذ حينما سمعوا الدعوة تركوا كل شيء فعلياً وتبعوه، وهذا هوَّ فعل الإيمان الحقيقي لأنه حي نابض بمحبة الله. ومن الضروري والأهمية أن نعرف أن التوبة الحقيقية والإيمان بالإنجيل متلازمين ومتداخلين جداً وغير منفصلين أو متصلين، بل في منتهى التداخل والارتباط الوثيق مع بعضهما البعض.