|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة فرصة للإيمان دخل البيت ليعمل عمله، ولم يكن إنسان من أهل البيت هناك في البيت. فأمسكته بثوبه ... فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج ( تك 39: 11 ، 12) كل واحد فينا مُعرَّض للوقوع في تجارب وإغراءات الخطية. وحتى ونحن نؤدي أعمالنا العادية التي تستوجبها الأمانة، نتعرَّض لتجارب الوقوع في الشر. وهذا ما حدث ليوسف في بيت فوطيفار، إذ يقول الكتاب: «أنه دخل البيت ليعمل عمله» ( تك 39: 11 ). لقد كان هذا واجبه، ولو لم يدخل البيت ليعمل عمله، لاعتُبر هذا إهمالاً من جانبه. وبينما هو في طريق الواجب الذي كان عليه أداؤه، تواجهه تجربة الخطية مرات متعددة، وجميع الظروف حوله مواتية. وهنا يُثار السؤال: لماذا يسمح الله له بهذه الظروف وبهذه التجربة؟! يقينًا ليس لكي يُهيئ ليوسف فرصة للخطية .. إذًا لماذا؟! .. الجواب هو لكي يُقدم له فرصة للانتصار في هذا الاختبار القاسي. وهذا هو غرض الله في جميع الظروف التي يسمح بها والتي قد نجدها مواتية ومناسبة للوقوع في تجارب الخطية المختلفة. فالله لا يريدنا البتة أن نقع في الخطية، ولا يمكن أن يُحرّضنا على ذلك لأن الله غير مُجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحدًا بهدف إيقاعه في الشر، وإنما هو يختبر أمانتنا في مثل هذه الظروف، وفي نفس الوقت يقدم لنا فرصة فيها نرفض نداءات الخطية ونقدم الطاعة لله. ومن المؤكد أن النوازع الشريرة الآثمة، التي تنزع إليها الطبيعة الساقطة التي فينا، ليست من الله. فهو قد دان تلك الطبيعة الشريرة في صليب المسيح. ومن واجبنا نحن أن نضعها في حكم الموت، وبالروح القدس المُعطى لنا نُميت أعمال الجسد. فإذا حدث وأتت إلينا جاذبيات الخطية من الخارج، أو إذا بَدَت الظروف لنا مُلائمة للوقوع في الخطية، فهنا ـ في مثل هذه الأحوال، لدينا الفرصة لنمارس فيها إماتة أعمال الجسد بقوة الروح القدس، ونرفض أعمال الإنسان العتيق مهما كلّفنا الأمر، ونُظهر بمعونة الرب الحياة الجديدة والطبيعة الجديدة التي أعطاها لنا في المسيح. فالله عندما يسمح لنا بمواجهة هذه الظروف، لا يَهدَف بتاتًا إلى أن نُغلب منها، وإنما لكي يُهيء لنا الفرصة لكي نغلبها «لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير» ( رو 12: 21 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ لن يتوانى عن الوقوف بجانب المؤمن ومنحه القوة على الغَلبة، إذا ما اعتمد المؤمن عليه عازمًا في قلبه أن يكون أمينًا للرب. |
|