إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هَكَذَا، عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ [12].
أيامنا هكذا قليلة للغاية، حتى تبدو كعشبٍ ابن ليلة، سرعان ما يظهر لتضربه الشمس، فيجف وييبس ويُجَّز. هكذا غضب الله مرعب للغاية، فماذا يطلب موسى النبي؟ أن يعلمنا الله ويهبنا حكمته الإلهية. هذا ما يقدمه لنا في هذا المزمور الذي وإن تكلم بإسهاب عن سرعة زوال البشر وعن غضب الله وسخطه لكنه يبدأ بتقديم الله نفسه ملجأ للبشر كي يسكنوا بأمان فيه [1]، وينتهي بطلب نعمة الرب إلهنا لتعمل فينا [17]. كأن الله أشبه بطائر يحتضن صغاره بجناحيه من هنا وهناك، ليضمها إلى صدره ويهبها الأمان. يحوط النبي حديثه عن الغضب الإلهي بالحنو الإلهي والنعمة الإلهية في البداية والنهاية ليهبنا سلامه الحقيقي.