|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيمان الخلاص «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ» ( أفسس 2: 8 ) إيمان الخلاص هو الإيمان بكفاية عمل المسيح، وحده، لنوال الخلاص. ويعبَّر عن إيمان الخلاص في الكتاب المقدس بـ “قبول المسيح” «أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» ( يو 1: 12 )، لأننا من اللحظة التي فيها قبلنا الرب يسوع مخلصاً، صرنا مؤمنين وأولاداً لله. ولكن الأمر طبعًا لم يكن عملية بسيطة آلية تمت في خلاصنا، بل عن طريق صراع قد يطول أو يقصر؛ صراع مع النفس، حتى يتحنن الله فينهي الصراع بعطية الإيمان. فالروح القدس مُجاهدًا معي، مُستخدمًا كلمة الله، يُعطيني أن أفتش قلبي فآراه «أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ» ( إر 17: 9 )، وأفتش ذهني فأكتشف أنه «ذِهْن مَرْفُوض» ( رو 1: 28 )، وأفتش ذاتي فأرى «أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ ... شَيْءٌ صَالِحٌ» ( رو 7: 18 ). ويا له من صراع مُخيف! ولكن في النهاية يتغير فكري بخصوص ذاتي، وأدين نفسي وأفعالي، وأقبل حكم الله عليَّ، فأومن أنني خاطئ لا أستحق سوى الهلاك (وهذه هي التوبة). ولكن تغيير الفكر بخصوص الذات (التوبة) لا يكفي، بل يجب أن يتغير الفكر بخصوص الله أيضاً (وهذا هو الإيمان)، وإذ أتحول إلى الله فأراه كالآب المُحب الذي يقبل ابنه الضال في فرح عظيم وبغفران كامل، ويرفع الروح القدس عينيَّ إلى الصليب فأرى الرب يسوع المسيح هناك لأجلي، فأبرأ في الحال موقنًا أنه «هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ». وهكذا تنتهي جميع مخاوف النفس وشكوكها وآلامها ومتاعبها وتأوهاتها وصرخاتها وجهادها في أن تجد شيئًا صالحًا في ذاتها، الكل ينتهي بتحويل نظر الخاطئ إلى المسيح، وبمعرفته بسرور وفرح أن الخلاص والسلام الحقيقيين مرتبطان تمامًا بالمسيح وبعمله الكامل، وهو - تبارك اسمه - يُعطي الخلاص الكامل لكل مَنْ يؤمن به. |
|