الواقع أن العلاقة الأولية الحقيقية بين الإنسان والله هي علاقة المحبة الإلهية التي تتجه بالنعمة الغنية إلى قلب وحياة الإنسان الهالك، فتقنعه بالتوبة والإيمان، وتبدِّل حاله من البؤس والشقاء إلى الأمل والرجاء. إذًا فالمحبة هي الأساس، أو قُل: أساس الأُسس كلها. ثم عندما يصل المفديون إلى السماء، سيتحقق الرجاء، وينتهي دور الإيمان ... ولكن ستبقى المحبة! نعم المحبة التي هي عَلَم السماء الخفاق إلى الأبد؛ المحبة التي لا تنتهي أبدًا، ولا تسقط أبدًا، كما عبَّر الرسول بولس بالوحي عنها في أصحاح المحبة الشهير (كورنثوس الأولى13)، عندما تحدَّث عن صفاتها وخصائصها الإلهية الراقية التي أمكن لكل مؤمن أن يتمتع بها، ويتذوق حلاوتها في كل لحظة، بل وأن يشبع بها حتى يفيض بها على كل من حوله بدون استثناء، فيفيض بمحبة المسيح ”الفائقة المعرفة“ التي جدير بها أن تحصرنا باستمرار.