صلبوه هناك مع المُذنبين.. فقال يسوع: يا أبتاه،
اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
( لو 23: 33 ، 34)
إن هذه العبارة تحدثنا أيضًا عن أناة الله. «يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون». إنهم في حاجة إلى غفران. والحاجة إلى غفران تتضمن مذنبيتهم، لكن لكي يتم الغفران تلزم توبتهم أولاً. وكأن المسيح بصلاته هذه أعطاهم فرصة للتوبة، وأتاح لهم الفرصة ليسمعوا الكرازة فتستيقظ ضمائرهم. ولولا أن الله سمع صلاة المسيح هذه لشقّ الأرض من تحت أقدامهم وجعلها تبتلعهم أحياء ولانتهى كل شيء بالنسبة لليهود في ذلك اليوم. لكن يا لأناة الله! فلقد نعمت أورشليم الشريرة العاصية بأن تسمع أخبار قيامة المسيح، ويُنَادى فيها، وعلى مدى أربعين عامًا، بأخبار الإنجيل المُفرحة، وترن في جنباتها أنغامه الشجية، قبل خرابها على يد تيطس الروماني.