توصل القصة للذروة، ويتمم يوسف - بل رب وإله يوسف - قصده الصالح لما اقتادهم إلى التوبة. ما هو مش بس لطفه يقتادك إلى التوبة، لكن حتى جفاؤه يقتادك إلى التوبة. ويعلى صوت البكاء ويسمع المصريون ويسمع بيت فرعون. وتدب الحيرة في قلوبهم، يا ترى إيه اللي يخلي العملاق ده يبكي بالشكل ده؟ ومين شوية الرجالة دول اللي يعملوا فيه كدة؟ وفي مشهد لا يمكن وصفه، ينضاف شعور جديد للخوف والرعب اللي وقع عليهم، شعورهم بالخزي والعار من يوسف. لكنه بسرعة يلم الموقف، بالظبط زي سيده اللي بيعرف يلملم أشلاءنا في مواقف لا نستطيع أن نجيب فيها بكلمة زيهم. ويقولهم ”لا تحزنوا على افعالكم، ولا تغضبوا من أنفسكم“، ويرجع يحط اسم الله في المشهد.. «لأنه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدامكم». ليس أنتم - بل الله - هو اللي أرسلني إلى هنا. الله اللي مغابش عن عينه لحظة.. الله اللي ذكر اسمه ٢٠ مرة وهو بيحكي حكايته لغاية ما نطّق فرعون اللي ميعرفش حاجة عن الله، بعد وقفة قدامه دقايق، خلاه يعرف أن فيه ”الله“، وإن يوسف فيه روح الله!