|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان مريم تعرفت على هذه الحقيقة للحالة البشرية وفهمت كيف انها صغيرة في الحقيقة امام عظمة الرب وعرفت انها لا شيئ من نفسها وانها تعتمد بالكامل على الرب. وهكذا أظهرت مريم تعليم المسيح ان التواضع هو ما اظهره يسوع منذ تجسده وطوال خدمته وحتى موته على الصليب وقيامته ولذا قال”وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.“(متى29:11). فقط عندما نكون مقتنعين مثال مريم كيف اننا لا يمكننا ان نفعل أي شيئ صغير بأنفسنا وكيف اننا نعتمد تماما على الله وكيف ان الرب يعمل بطرق عجيبة وعظيمة فينا ويقوينا ويرشدنا لما هو خير لخلاصنا. نقطة أخرى ملفتة للنظر في انشودة التعظيم هو موضوع المضادات في النصف الأول والثاني من ذلك النشيد:” صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً، كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ»(لوقا51:1-55). في الجزء الأول من أنشودة التعظيم نرى مريم قد ركزّت على بركات الله التي منحها لها شخصيا وكيف ان الرب نظر الي تواضعها وصنع أشياء عظيمة لها (لوقا46:1-50). في الجزء الثاني سبّحت مريم الله فيما هو يعمله لأسرائيل شعبه يظهر رحمته لشعبه ومنقذا لهم من ضيقاتهم (لوقا51:1-55). لم ترى مريم ان البركات التي حصلت هي عليها هي شيئ لنفسها فقط ورأت ان عمل الله في حياتها هو مساهمة ومشاركة فيما يريده الله ان يعمله من اجل شعبه. فكما نظر الله الي تواضع مريم (48:1) وصنع أشياء عظيمة لها هكذا سينظر الي كل المتواضعين (52:1) ويخلصهم. |
|