|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعظم رحلة ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ ( لوقا 24: 27 ) لقد قام تلميذا عمواس وهما في طريقهما إليها بأعظم الرحلات فائدة. فقد كان رفيقهما ومُعلِّمهما في هذه الرحلة هو أعظم المُعلِّمين قاطبةً. كان معهما المُفسِّر الذي لا نظير له، المُذخَّر فيهِ كل كنوز الحكمة والعِلم. لقد تنازل الرب يسوع لكي يكون كارزًا بالإنجيل، ولم يخجل أن يمارس خدمته أمام جمهور لا يزيد عن اثنين. كذلك هو لا يرفض الآن أن يكون مُعلِّمًا حتى ولو لشخص واحد. ليتنا نقدِّر صُحبة مُعلِّم عظيم بهذا المقدار! ماذا كان الكتاب المدرسي الذي استخدمه هذا المُعلِّم الذي لا نظير له. لقد استخدم أفضل كتاب على الإطلاق. ومع أنه كان له السلطان أن يعلن حقًا جديدًا، إلا أنه فضَّل أن يُفسر الحق المكتوب. لقد عرف - وهو كُلي العِلم - أن أفضل طريقة لتعليمهم هي التحوُّل على الفور إلى «موسى و.. جميع الأنبياء» وبذلك أظهر لنا أن الطريق المؤكد للحكمة ليس هو المباحثات الجَدلية ومقارعة الحجج، واستخدام المَنطِق والاطلاع على المعارف الإنسانية، ولكنه التأمل في كلمة الله. فالطريقة المؤكدة لأن يصبح المرء غنيًا في الحكمة السماوية، هي أن يحفر في منجم الماس هذا، وأن يجمع اللآلئ من هذا البحر السماوي. وحينما أراد الرب نفسه أن يُغني آخرين، فإنه قد نقَّب في منجم الكتب المقدسة. وهكذا قاد الرب يسوع هذين الاثنين المحظوظين لأن يتفكَّرا في الموضوع الذي هو أعظم المواضيع. فقد تكلَّم «يسوع» وفسَّر «الأمور المختصة بهِ». هنا نرى الماس يقطع الماس. يا له من أمر عظيم أن السيد بنفسه هو الذي يفتح أبواب بيته، ويقود ضيوفه إلى مائدته ويضع لهم عليها أطايبه. هو نفسه الذي خبأ الكنز في الحقل، يقود الباحثين إليه. وبالطبع فإن سيدنا عندما يتحدث فإن حديثه هو الأعذب. وأي حديث أعذب من ذاك الذي عن شخصه الكريم وعمله المبارك؟ وعلينا أن نضع أعيننا على هذا الحق عندما نبحث عنه في الكلمة. يا لها من نعمة غنية أن ندرس الكتاب المقدس مع الرب يسوع نفسه بوصفه هو “مُعلِّمنا” وهو ذاته “الدرس”. رَبِّي أَحْسِنْ لِي فَأَحيَا حَسْبَ أَمْرِكَ المَهِيبْ وكَذَا اكشِف نُصْبَ عَيْنِي سِرَّ قَولِكَ العَجِيبْ |
|