|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأذرع من تحت «الإِلهُ القَدِيمُ مَلجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ» ( تثنية 33: 27 ) ثمة فكرة مقدسة في قول الكتاب: «الأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ»، ولإيضاحها، نتصور أبًا يُحاول إنقاذ ابنه من الغرق في لجة البحر، فيُحيط جسمه بذراعيه، ولكنهما كانتا ضعيفتين للحد الذي معه انزلق الولد من قبضتهما، وغرق في ظلمة اليم، ومات. ولكن ذراعي الله هما «مِنْ تَحْتُ» أولاده. ولا يمكن أبدًا لأحد أن يفلت أو يُفقّد من حضنه، فذراعاه دائمًا من تحت. إن أمواج ومياه اليم عميقة جدًا، ولكن ذراعي الله الأبديتين تحملانا «مِنْ تَحْتُ»، ولا يمكن أن نغرق. فإذا رقدنا في فراش المرض، فذراعاه الأبديتان هما تحتنا. وإذا خذلنا أصدقاؤنا البشريون، فذلك المجيد الذي لا يعتريه تغيير يبقى معنا وإلى جوارنا، وذراعاه الأبديتان تحتنا. يبقى الله، والله فيه كل الكفاية. وعندما يحل المنون، وكل ما هو أرضي يمضي، ويُرخينا كل ذراع بشري، ويغيب كل وجه مُحبّ من أمام ناظرينا، ونغرق في ما يبدو ظلمة وظل الموت، فستظل الأذرع الأبدية وحدها «مِنْ تَحْتُ». عندما كان الرب يسوع يتجرع الموت على الصليب، وعندما أسلم الروح «نَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» ( لو 23: 46 ). ولم يجد ظلمة، ولا وحدة، ولا غمار نهر عميق، بل ذراعين أبديتين. وهذا هو شأن كل مؤمن حقيقي يرقد: يرحل عن أرض التعب والألم إلى البيت الأبدي في حضن المسيح. وإذا استقرت أفكارنا على المسيح، فسنتمتع بسلامه التام. وإذا أدركنا أن الله السرمدي هو ملجأنا، وأن ذراعيه الأبديتين هما بالحقيقة تحتنا، فلن يكون فرحنا متقطعًا، ولا حماسنا متقلبًا. إن الإنعاش الذي نحتاجه هو علاقة أقرب للمسيح، وثبات أعمق فيه، وثقة أكبر به، ورسوخ عليه وعلى عمله الكفاري، عندئذٍ لا شيء يُمكن أن يُزعزع ثقتنا، ولا شيء ينال من حرارتنا وحميتنا، ولا شيء يَعُوق تكريسنا. عندئذٍ سنفرح في الألم، وننتصر في التجارب، وبامتداد حياتنا سنتمتع بمحبة المسيح وقوته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأذرع الأبدية |
الأخطبوط ذو الأذرع السبعة |
محمول على الأذرع الأبدية |
الأذرع الأبديّة |
الأذرع الابدية |