اليوم التاسع من شهر قلب يسوع
تأمل في أن قلب يسوع مثالٌ للطاعة
طاعتُنا المسيحية الحقّة هي في الخضوع لإرادة الله. فلوقا الإنجيلي يقول عن يسوع: ثمَّ نزل معهما وأتى الناصرة وكان خاضعاً لهما (لو 51:2) مطيعاً لمربّيهِ يوسف ولأمِّه مريم وكما كان مطيعاً لوالدَيه الزمنيين كان يعمل مشيئةَ أبيه السماوي ومطيعاً له إذ قال:"إنّ طعامي أنْ أعمَلَ مشيئةَ مَنْ أرسلَني وأُتمِّمَ عملَه" (يو 34:14) ويدعو البشر أجمعين إلى حمل هذه الصفة وهي أعظم الوسائط التي تقرّب البشر من قلبِه الإلهي في إتمام رغباتأبيه السماوي "لأن كل مَن يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي" (متى 50:12).
وفي ساعات النـزاع في بستان الزيتون بيّن لنا يسوع بحبِّ قلبِه صفة الطاعة التي يحملُها تجاه الآب السماوي إذ كان يردِّد في البستان "يا أبتي إنْ كان مستطاعاً أنْ تعبُرَ عنّي هذه الكأس ولكن لا مشيئتي بل مشيئتُكَ" (متى 42:26).
وبلغتْ محبتُه للطاعة إلى سَفْكِ دمِهِ على الصليب لأجلِ خلاصِنا جميعاً إذ يقول بولس الرسول "وَضَعَ نفسَه وصار يطيعُ حتى الموت موت الصليب"… وبطاعتِهِ هذه فتح طريقَ السماء لجميع البشر فهو الذي قال"أنا الطريق والحق والحياة" (يو 6:14) مما يدلُّنا على أنّ الطاعة يجب أنْ تكون للوالدَين وللرؤساء الروحيين
والزمنيين لأنها تقودُنا إلى احترام المطاع الذي له السلطة، وكل سلطة تكون من الله لأنه هو مصدر كل سلطان في الأرض والسماء.
خبـــر: إنّ القديس شربل مخلوف راهب من الرهبنة المارونية اللبنانية الذي مات سنة 1898 وأعلَنَتْه الكنيسة قدّيساً في 9 تشرين الأول 1977 هو في حياتِهِ لم يكتفِ بامتثالِهِ لأوامر رؤسائِهِ بل كان مطيعاً لهم في إتمام أبسط الأشغال كشغلِ المطبخ والفِلاحة وكان يعمل أنْ يكونَ مطيعاً لأصغر الرهبان ولا يأتي بعملٍ دون استشارة اخوته الرهبان وأذنِهِم مدة اثنتين وثلاثين سنة قضاها في محبة دَيرِهِ ومقتدياً بذلك بالربِّ يسوع الذي كان خاضعاً ومطيعاً مدة ثلاثين سنة في الناصرة.
إكـــرام: تذكّر إنّ الطاعة طريقٌ تقودُ إلى السماء عَبْرَ مجالِ الحياة وهكذا أطاع قبلَكَ مُحِبُّكَ يسوع، أطاع حتى الموت موت الصليب.
نافـــذة: يا قلبَ يسوع الأقدس لتكن مشيئتُكَ