عيد قلب يسوع الأقدس

كان لشعبِ العهد القديم أعيادٌ تذكارية فيها تُذكَر عظمةُ الله ومسيرتُه مع الإنسان، هكذا أحبَّ يسوع في عهدِنا الجديد أنْ يجعلَ عيداً لقلبِه الأقدس.
فقد قال الربُّ يسوع للقديسة مرغريتا مريم بعد أنْ أراها قلبَه الأقدس:"هوذا القلب الذي أحبَّ البشر غايةَ الحب وأنا لا أرى منهم إلا النكرانَ عِوَض الشكران ولا أجد إلا الاحتقارَ والإهاناتِ والنفاقَ والفتورَ نحو سر محبتي. والذي يُحزنني كلَّ الحزن أنّ ذلك يصدرُ من قلوبٍ خصَّصَتْ ذاتَها لي.
ولهذا أطلب أنْ يُقامَ في اليوم الواقع بعد ثمانيةِ أيام لعيد الجسد وهو الجمعة عيدٌ حافلٌ لتكريم قلبي وليتناول فيه المؤمنون القربان المقدس تعويضاً عن خطاياهم التي تُلحِق بي الإهانات في سرِّ محبتي، وهاأنذا أعِدُكِ بأنَّ قلبي يمنحُ نِعَماً وافرة وبركاتٍ غزيرة لأولئك الذين يُكرِمونَه أو يَسعونَ لإكرامِهِ على هذه الصورة".
فيسوع يطلب عيداً يُخَصَّص لقلبِه الفادي فهو الذي بذل نفسَه عن أحبائِهِ (يو 12:15)، فالغاية من هذا العيد هي تجديد حب يسوع كما يوضِّحه قداسة البابا بيوس التاسع في فرض عيد قلبه الإلهي في الكنيسة كلِّها قائلاً:"إننا أردنا بهذا العيد أنْ نذيعَ عبادةَ قلب يسوع الفادي في كلِّ الآفاق لتتأصَّل في قلوبِ المؤمنين فتشتعل فيهم المحبة التي فَتَرَتْ وانطفأت وتتأجَّج بلواعج الحب الإلهي"… وقد أراد الربُّ في هذا العيد التعويضَ عن الإهانات التي تَلحَقُ به من الخطأة وهو الذي علَّم نفسَه طريقةَ التعويض التي يريدُها فقال لأمَتِهِ القديسة مرغريتا مريم:"ليتناولَ المؤمنون تعويضاً عن خطاياهم" فالتناول يُعيد الخروف الضال إلى الحظيرة (متى 12:18) ويُعيد الابن الضال إلى بيتِ أبيه (لو 18:15) فالاحتفال بعيدِ قلب يسوع هو دعوة لنا لتجديد عمقِ محبةِ الإنسان تجاه محبةِ الله.
خبـــر: في أحد الأيام تراءى يسوع للقديسة مرغريتا مريم وكان ينبعث من جروحِهِ الخمسة ولاسيما جرح جنبِهِ الأقدس ألمٌ كبير فذكَّرَها بحبِّه غير المتناهي للبشر وقال لها:"خفّفي أنتِ على الأقل من آلامي بالتعويض عن خياناتِ البشر بقدر ما تستطيعين" فاستعظمت القديسة هذا العمل وسألت يسوع قائلةً: "وكيف يسعُني أنْ أفعلَ ذلك ؟" فأراها يسوع قلبَه الإلهي وقال لها:"هاكِ ما يَسِدُّ عِوَزَكِ" وأرسل إليها في الحال بشعاعٍ من أشعة نارِ قلبِه الأقدس فاضطرمَ قلبُها بهذا الشعاع حباً، ثمَّ أعلَمَها بما يجب عليها أنْ تفعلَه لتُفعِمَ قلبَه سروراً وتعزيةً وهو التناول في أولِ جمعةٍ من الشهر وفي يومِ عيد قلبِه الأقدس.
إكـــرام: عيد قلب يسوع هو عيدُ العائلة الواحدة، فهو القلب الذي أحبَّكَ حتى الصليب، إنه حبٌّ سماويٌّ صافٍ فهو يدعوكَ إلى أنْ تنشرَ هذا الحب وعلاماتِهِ أمامَ أفرادِ عائلتِكَ وأصدقاءكَ.
نافـــذة: يا قلبَ يسوع الأقدس اجعلني أحبكَ كما أحبَبتَني.