|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام" [13]. أخيرًا يطلب من دانيال أن يستريح حتى يقوم حين يأتي رب المجد القائل "ها أنا آتي سريعًا" (رؤ 22). * من هذه الملاحظة يظهر بوضوح أن كل نص النبوة خاص بقيامة كل الأموات، الوقت الذي فيه سيقوم أيضًا النبي. القديس جيروم في القرن السادس عشر يقول جون كالفن إن بعض المفسرين يضيفون الرقمين معًا (1290 + 1335) فيكون الناتج حوالي 2600 عامًا، ولما كانت النبوة حوالي 600 ق.م، إذن سيكون مجيء السيَّد المسيح مع نهاية العالم بعد 2000 عامًا من مجيئه الأول. وقد رفض كالفن هذا التفسير(283).ويعلق البعض على قول السيَّد المسيح في مَثل "السامري الصالح": "وفي الغد لما مضى أخرج دينارين، وأعطاهما لصاحب الفندق، وقال له: اعْتنِ به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك" (لو 10: 35)، مستخدمين التفسير الرمزي، بأن السيَّد المسيح قد أودع النفوس الجريحة في هذا العالم بين يدي الكنيسة المجاهدة لمدة 2000 عامًا. فإن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، فالديناران يُمثِّلان ألفين عامًا بعد خدمة المسيح، أي يرجع السيَّد المسيح كما إلى الفندق مع بداية القرن الواحد وعشرين. قدم نيافة الأنبا ديسقورس بحثًا في سفر دانيال يكشف فيه عن قرب انقضاء العالم، كما ظهرت آراء في الغرب تؤيد سرعة انقضاء العالم. هذا وقد رأى بعض العلماء أن اتِّساع ثقب الأوزون، من الجانب العلمي، سبَّب تحركًا لكتلة ثلجية ضخمة في منطقة القطب الجنوبي لمسافة حوالي 3 كيلومترات وأن تحرُّكها بهذا المعدل سيؤدي إلى اختلال مغناطيسية وتوازن الكرة الأرضية مما يسبب حدوث زلازل قوية وبراكين تنتهي بتحطيم الكرة الأرضية بعد عام 2000 بسنوات قليلة. كان لظهور هذه الآراء انعكاساتها القوية في الشرق والغرب بين مؤيد ومعارضٍ. لكن مما لاشك فيه أنه عند ظهور "ضد المسيح" سيكتشف المؤمنون أن ما ورد بسفر دانيال كان واضحًا تمامًا للأتقياء، وذلك كما أدركت كنيسة العهد الجديد منذ بداية انطلاقها مع أتقياء اليهود أن الأزمنة الخاصة بمجيء المسيح كانت صريحة وواضحة. ما أود أن أوضحه هنا، أنه منذ صعود السيَّد المسيح والكنيسة بفرح تترقب مجيئه سريعًا، في يقين أنه قادم، وأنه قادم سريعًا، لكن في غير استهتار بالالتزامات الزمنية ولا تراخٍ. وقد كشف لها السيَّد المسيح عن علامات مجيئه الأكيدة لكي تستعد بالصبر وتواجه الضيقات، خاصة الضيقة العظيمة ورجسه الخراب، كما تستعد بالفرح والرجاء أن لها نصيبًا معه في الأحضان الأبوية. أما الآن فيظن كثيرون أن ترقب مجيء السيَّد المسيح يُعتبر نظرة سوداوية تشاؤمية تبعث على التراخي والتهاون في الالتزام بالمسئوليات، هذا يكشف عن ضعف إيمان وعدم التهاب القلوب بالفكر الأخروي السماوي. إنه قادم حتمًا! وستعبر الأزمنة سريعًا، ونفرح ونتهلَّل بقيامتنا مع الأموات، ولقائنا معه على السحاب. |
|