|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنْتَ سَحَقْتَ رَهَبَ مِثْلَ الْقَتِيلِ. بِذِرَاعِ قُوَّتِكَ بَدَّدْتَ أَعْدَاءَكَ [10]. سبق أن رأينا أن رهب تشير إلى مصر (مز 87: 4)، حين كان بعض الفراعنة يمثلون العنف، خاصة حين استعبد فرعون اليهود، وقتل أطفالهم الذكور. في تشامخه دخل فرعون في معركة مع الله نفسه، وإذ أراد إبادة شعبه صار كل الأبكار قتلى في ليلة واحدة، وغرق فرعون وجيشه في بحر سوف. جاء في الترجمة السبعينية: "أنت أذللت المتكبر مثل القتيل" توجد حيَّة متكبرة معينة في البحر، تقول عنها عبارة أخرى في الكتاب المقدس: "من هناك (قاع البحر) آمر الحية فتلدغهم" (عا 9: 3). وأيضًا: "لوياثان هذا خلقته ليلعب فيه" (مز 104: 27). يقارن أيضًا القديس أغسطينوس بين مذلة الشيطان المتكبر وتواضع السيد المسيح العظيم، كما يقارن بين قتل أو جرح كبرياء قلب الشيطان بالمسيح المجروح، والذي يُقال عنه "بذراع قوتك بددت أعداءك" [10]. * يقول: أنت أذللت المتكبر مثل القتيل (الجريح)" [10]. لقد تواضعت، فصار المتكبر في مذلة. لقد أمسك المتكبر المتكبرين خلال الكبرياء. أما العظيم فبتواضعه وبالإيمان به صار صغيرًا. بينما يتقوى الإنسان الصغير بمثال ذاك الذي نزل من العظمة إلى التواضع، إذا بالشيطان يفقد من أمسك بهم. فإن المتكبر لا يقبض إلا على المتكبرين. إذ حدث هذا المثال أمام البشر تعلموا أن يدينوا كبرياءهم، ويتشبهوا بتواضع الله. بهذا يفقد الشيطان الذين كانوا تحت سلطانه، ويصير في ذلٍ دون أن يتأدب وإنما ينطرح... لقد تواضعت، وتهب التواضع للآخرين. صرت مجروحًا، وتجرح الآخرين (يُصلبون معك)، لأن دمك المسفوك يمحو صك الخطايا (كو 2: 14)، ويستطيع أن يجرح (الشيطان)... يلزمنا أن نفهم أن الشيطان جُرح لا بطعن الجسد الذي ليس له، وإنما بطعن كبرياء قلبه. القديس أغسطينوس * "أنت سحقت المتكبر بنفخة قاتلة" (راجع مز 89: 10). إنه الشيطان الذي جُرح بجرح مميت بمسامير صليب. القديس جيروم |
|