أن الرب يُعطينا الإجابة في مَثَل الابن الضال ( لو 15: 11 -24).
ففي الكورة البعيدة يُرى ذلك المخلوق المسكين في بؤس شديد، كواحد من الذين يُوجدون في الشوارع أو الأزقة أو المرتفعات أو تحت السياجات. ولكنه كان هناك في بؤسه، يُعارك ظروفه السيئة، ويَعول نفسه بأن يُقاسم الخنازير الخرنوب الذي تأكله، أو الحصول على شيء ما عن طريق الاستجداء من جيرانه. ولكنه أخيرًا «رجعَ إِلَى نَفسهِ». ويُعتبر هذا ”الرجوع إلى النفس“ شيئًا جديدًا؛ جديدًا أخلاقيًا. وما الذي سبَّب هذا التغيير؟ لم يُسببه بؤسه، فتغيير مثل هذا يجب أن ينبع من نبع أدبي، يجب أن ينبع من قوة تفحص النفس. وكما نرى في مَثَل العشاء العظيم، إنه ليس بؤس الأزقة والمرتفعات هو الذي أتى بالضيوف إلى العشاء، بل إلزام خادم رب العشاء، كذلك هنا، فالبؤس ترك الابن الضال مكدودًا ومُتسولاً.