|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى للحزانى «طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ» ( متى 5: 4 ) إننا - في العادة - لا نرى السعادة على وجوه الحزانى. ولكننا نجد في كلمات الرب هذه وعدًا بالغبطة والسعادة لأولئك الذين يتألمون! لقد كان الرب يقصد - على الأخص - أولئك الذين يحزنون على خطاياهم، ويتوبون عنها، فليس أثمن أمام الرب من الدموع التي يزرفها الخاطئ عند رجوعه إلى الرب تائبًا، فليست اللآلئ ببريقها أثمن في عينيه من دموع التوبة! فهو نفسه - تبارك اسمه - الذي قال: «إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» ( لو 15: 7 ). على أن الرب يقصد أيضًا - بلا شك - أولئك المؤمنين الذين تُقابلهم ضيقات وآلام في الحياة الحاضرة. وهو يقصدك أنت بالذات أيها الأخ المتألم. فالغبطة والبركة قد أعدهما الرب لك، وأنت في وسط آلامك. وليس عليك إلا أن تمد يدك وتتناولهما. إن البركات الروحية تأتي في أوقات الضيق، أكثر مما تأتي في أي وقت آخر. تستطيع - أيها الأخ المؤمن المُجرَّب - أن تنظر من خلال دموعك، إلى ما هو داخل السماء، فترى وجه الله. إن وراء السحب القاتمة أمطارًا غزيرة من البركات الروحية كفيلة بأن تُحيي موات قلبك، وتُنعِش نفسك الذابلة. ولكن لكي تحصل على هذه الاختبارات، ولكي تتمتع بهذه التعزيات، عليك أن تُسلِم ذاتك وظروفك، للرب، من كل قلبك. وأن تُصلي إليه شاكرًا من أجل كل ما يُجيزك فيه، واثقًا أن آلامك إن هي إلا رسول من الرب لك، يحمل إليك البركة والنعمة والخير. ولا ريب أنك ستجني أثمار هذا التسليم من سلام واطمئنان، وإنقاذ من كل ضيق، في حينه. |
|