|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بَيْنَ الأَمْوَاتِ فِرَاشِي، مِثْلُ الْقَتْلَى الْمُضْطَجِعِينَ فِي الْقَبْرِ، الَّذِينَ لاَ تَذْكُرُهُمْ بَعْدُ، وَهُمْ مِنْ يَدِكَ انْقَطَعُوا [5]. جاء النص في KJ: "Free among the dead". وجاء في الترجمة السبعينية: "صرت حرًا بين الأموات، مثل قتلى مطروحين راقدين في القبور..." وقد أفاض الآباء في الحديث عن السيد المسيح الذي بكامل حريته قبل الموت من أجلنا، وصار كقتيلٍ مطروحٍ في القبر. * "مثل القتلى المضطجعين في القبر". حسنًا قال: "مثل القتلى". ليس فيه جراحات، لكنه قبل الجراحات من أجل خلاص البشر، وكما يقول إشعياء: "أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها" (إش 53: 4). القديس جيروم * دُعي "ميتًا"، لا كمن هو بين الأموات الذين في الجحيم جميعهم، بل وحده الحر بين الأموات (مز 88: 5) . * لقد أظلمت الشمس (لو 23: 45) من أجل "شمس البرّ" (مل 4: 22). والصخور تشققت من أجل الصخرة الروحية (1 كو 10: 4). القبور تفتحت والموتى قاموا بسبب هذا الذي هو "حر بين الأموات" (مز 88: 5). إذ حرر أسراه من الحفرة التي بلا ماء (زك 9: 11) . القديس كيرلس الأورشليمي* من يحرر من الموت ومن العبودية إلاَّ ذاك الذي هو "حرّ من بين الأموات" (مز ٨٨: ٥)؟ من هو "الحرّ من بين الأموات" إلاَّ ذاك الذي بلا خطية وسط الخطاة؟ يقول مخلصنا نفسه، منقذنا: "رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيَّ شيء" (يو ١٤: ٣٠). (رئيس هذا العالم) يمسك بمن يخدعهم ومن يغويهم، ومن يحثهم على الخطية والموت، هذا "ليس له فيَّ شيء". تعال أيها الرب، تعال أيها المخلص. ليتعرف عليك الأسير. دع من اقتيد إلى السبي أن يهرب إليك. كن فاديًا له! إذ كنت مفقودًا وجدني ذاك الذي لم يجد الشيطان له فيه شيئًا آتيا من الجسد. لقد وجد في رئيس هذا العالم جسدًا، لقد وجده، لكن أي نوع من الجسد؟ هل يمكن لجسدٍ مائتٍ أن يمسكه ويقدر أن يصلبه وأن يقتله! لقد أخطأت يا أيها المخادع، فإن المخلص لا يُخدع... إنك ترى فيه جسدًا قابلًا للموت، لكنه ليس جسد الخطية، بل على شبه جسد الخطية. "الله أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد" (رو ٨: ٣). في جسد، لكن ليس في جسد الخطية بل "في شبه جسد الخطية". لأي هدف؟ "لكي بالخطية التي بالتأكيد لم يكن منها شيء فيه، يدين الخطية في الجسد، فيتحقق برّ الناموس فينا، نحن الذين لا نسلك حسب الجسد بل حسب الروح (رو ٨: ٤). *لا يدع أحد نفسه حرًا لئلا يبقى عبدًا. لا تبقى نفوسنا في عبودية، لأنه يُعفى عن ديوننا يومًا فيومًا. * باستحقاق فعّال يخلص من عبودية الخطية هذه، هذا الذي يقول في المزامير: "صرت إنسانًا بلا سند، حرًا بين الأموات" (مز ٨٨: ٤-٥). فإنه وحده كان حرًا، إذ لم يكن فيه خطية. إذ هو نفسه يقول في الإنجيل: "رئيس هذا العالم يأتي" يقصد الشيطان الذي يأتي في أشخاص اليهود المضطهدين له، "وليس له فيَّ شيء" (يو ١٤: ٣٠ - ٣١). فلا يجد فيَّ نسبة ما من الخطية كما في أولئك الذين يُقتلون كأبرارٍ، لا يجد قط شيئًا ما فيّ... إنني لست أدفع عقوبة الموت كضرورة بسبب خطاياي، لكنني أموت متممًا إرادة أبي. في هذا أنا أفعل إذ أحتمل الموت، فلو كنت لا أريد الألم ما كنت أتألم. يقول بنفسه في موضع آخر: "لي سلطان أن أضع حياتي، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو ١٠: ١٨). بالتأكيد هنا ذاك الذي هو حر بين الأموات . * جزئيّا نحن في حرية، وجزئيًا في عبودية. ليست الحرّية كاملة بعد، ولا نقيّة بالتمام، لأننا لم ندخل بعد الأبدية. نحن لا نزال في الضعف جزئيًا، لكنّنا نلنا الحرّية جزئيًا. ما قد ارتكبناه من خطايا قد غُسل في المعموديّة سابقًا، لكن هل قد محيّ كل الشرّ وبقينا بلا ضعف؟ القديس أغسطينوس * لقد بذل حياته لأجلنا، وكان من بين الأموات كمن هو حرّ [٥]. فإن الموت لم يهاجمه بسبب الخطية مثلنا، إذ كان ولا يزال بلا خطية، غير قادر على صنع شرّ ما، إنما احتمل الآلام بإرادته لأجلنا من أجل محبته لنا غير المحدودة . القديس كيرلس الكبير |
|