|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَلْتَأْتِ قُدَّامَكَ صَلاَتِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى صُرَاخِي [2]. إذ تمرر قلبه من الضيق، صار صوته خافتًا. لذلك يطلب من إله خلاصه أن يميل أذنه ليسمع صرخات القلب الخفية. يود المرتل في حزنه أن يشعر بأنه أمام وجه الرب، وفي حضرته. كأن الله قد ترك الكل ليصغي إليه. ربما شعر المرتل أن اللغة لم تعد تسعفه في التعبير عما حلّ به، لهذا لم يُعد حديثًا منمقًا للشكوى، إنما يود من الله أن يسمع لغة الحزن التي تسيطر على أعماقه. * "فلتاتِ قدامك صلاتي". "يا أبتاه، في يديك، أستودع روحي" (لو 23: 46)، لتبلغ صلاتي أمامك. "أمل أذنك إلى صراخي للمعونة"... إنه صوت الابن يتحدث باسمنا للآب. "أمل أذنك". إنها علامة على الضعف الشديد، إن كانت عندما تريد أن تسمع يلزمك أن تميل أذنك لتصغي بأكثر قربٍ لما يُقال لك. فقط فكروا كيف أنه أمر غير لائق أن يقال بأن الآب لا يقدر أن يسمع الابن ما لم يمل برأسه. يتحدث الكتاب المقدس بعبارات خاصة بضعفنا البشري حتى يمكننا أن نفهم بأكثر سهولة. القديس جيروم * حتى ربنا صلى، لا في شكل الله، بل في شكل العبد، فإنه في هذا تألم. لقد صلى في وقت الفرج، أي بالنهار، وفي وقت الضيق أي بالليل. دخول الصلاة إلى حضرة الله يعني قبولها. وميل أذنه هو حنوه وإصغاؤه إليها، لأن الله ليس له أعضاء جسدية مثلنا . القديس أغسطينوس * هكذا يسوع أيضًا في الحقيقة، حينما تعب من رحلته جلس إلى بئر (يو 6:4). تعب لأنه لم يجد شعب الله الذي كان يبحث عنه، لقد خرجوا من أمام وجه الرب (تك 16:4). الإنسان الذي يتبع الخطية يبتعد عن المسيح، فالخاطئ يخرج، أما البار فيدخل. لقد اختبأ آدم حقًا كخاطئ" (تك 16:4). لكن البار يقول: "فلتأتِ قدامك صلاتي" (مز 2:88) . القديس أمبروسيوس |
|