ثم يقدم المسيح مثالاً من الطبيعة لزيادة الإيضاح، فيقول: «أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!» (متى١٠: ٣٠-٣١).
فرغم أن قيمة العصافير لا تُذكر في سوق الناس، لكن الله لا يُضحي بها أبدًا، ويلزم إذنًا خاصًا منه قبل أن يسقط الأرض أحدها، حتى أن أحدهم قال: إن الله يحضر بنفسه جنازة كل عصفور، فما بالك بالإنسان الأغلى بما لا يقاس من العصافير، فعندما يرسل المسيح تلاميذه، فإنه لا يقذف بهم إلى التهلكة، ولكنه يضمن سلامتهم الكاملة، ولا يعتبرهم مجرد عدد فائض أو رقم زائد.