|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ثم دخل كل حكماء الملك، فلم يستطيعوا أن يقرءوا الكتابة، ولا أن يُعرفوا الملك بتفسيرها. ففزع الملك بيلشاصر جدًا، وتغيرت فيه هيئته، واضطرب عظماؤه" [8-9]. لقد ظهرت لهم الكتابة أشبه بسفرٍ مختومٍ كما جاء في (إش 29: 11)، لم يستطيعوا فتحه وقراءته. أو قل إنهم صاروا عميانًا غير قادرين على الرؤية. وُضعت غشاوة على قلوبهم، فلم يستطيعوا القراءة. وهب الله الملك بيلشاصر أن يرى اليد الخفية تكتب على الحائط، لكنه لم يهبه القدرة على قراءة ما هو مكتوب. وجاء الحكماء ليقرءوا، لكنهم كانوا أشبه بالعميان. لقد سمح الله بذلك حتى يزداد الملك رعبًا، فيرتعب كل من حوله. ولعل هذا الحدث بين ألفٍ من العظماء غير الزوجات والسراري جعل خبر الرؤيا ينتشر سريعًا، لا على مستوى المدينة بل وخارجها؛ مما أعطى كورش طمأنينة وثقة أن ما يصنعه يلزم أن يتم سريعًا، لأن يدّ الله تسنده. هذه الأحداث التي حتمًا بلغت كورش فيما بعد بتفاصيل دقيقة دفعته نحو تكريم دانيال وشعبه وإلهه، فسمح للشعب بالعودة إلى أورشليم. أدان الله تصرف الملك الشرير في ذات الساعة، فجاءت الكتابة لا في حلم بل حقيقة ملموسة. وقد أدرك الملك أن عقوبة تنتظره، لذلك خاف جدًا قبل معرفته بالتفسير. هذا يوضح أن ما فعله الملك لم يكن عن جهلٍ وإنما عن إدراك ووعي. * رأى بيلشاصر أصبع يد تكتب على الحائط، وفي الحال انطبعت صورة شيء مادي على روحه خلال حواس جسدية، وعندما انتهت الرؤيا بقيت الصورة في أفكاره، بقيت منظورة في الروح لكن غير مفهومة... عندما فشل في اكتشاف المعنى، جاء دانيال في الحال، وإذ كان ذهنه مستنيرًا بروح النبوة، كشف للملك المضطرب المعنى النبوي للعلامة. القديس أغسطينوس |
|