|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يا بلطشاصر كبير المجوس، من حيث إنيّ أعلم أن فيك روح الآلهة القدوسين، ولا يعسر عليك سرّ، فأخبرني برؤى حُلمي الذي رأيته وبتعبيره" [9]. دعاه بالاسم الذي ألزمه به "بلطشاصر"، وكان يظن أنه بهذا يكرمه إذ ينسبه إلى إلهه الوثني، بينما كان الاسم يجرح مشاعر دانيال وذهنه، فمن جهة يحرمه مما وهبه إياه والداه كاسم يرتبط باسم الله الحيّ، ومن جهة أخرى يربطه بوثنٍ لا يؤمن به. دعاه أيضًا "كبير المجوس"، هذا أيضًا يزيد من جراحات نفسه، إذ يريد الاعتزال عن المجوس الذين خدعوا العالم بسحرهم الباطل، ولا يريد أن يكون رئيسًا عليهم. في نفس الوقت يعلم عنه أمرين: أ. أن فيه روح الآلهة القدوسين [8-9]، ما ينطق به ليس عن خبرات بشرية وحكمة زمنية، بل عن عمل الروح الإلهي فيه. أدرك الملك أن كل الخبرات والمعرفة البشرية قد فشلت، لذا استدعى دانيال الذي انفرد بالمعرفة النابعة لا عن إمكانيات بشرية بل روح الله القدوس. ب. أنه لا يُخفى عنه سرّ [9]، الأمر الذي ينزع عن الملك قلقه واضطراب نفسه. |
|