|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلِصّ يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى تشير عبارة " أَنا الباب " إلى مدخل الحقائق السماوية، وهو موضوع شائع في التقليد اليهودي (التكوين 28: 17، ومزمور 78: 23). أمَّا في إنجيل يوحنا فان يسوع نفسه بتجسده هو مكان اكتشاف المواهب السماوية وقبولها. وهو وحده يستطيع أن يكون وسيط الخلاص، ويعلق البابا لقديس غريغوريوس الكبير" يدخل في الإيمان، ويخرج من الإيمان إلى الرؤية، ومن التصديق إلى المشاهدة، فيجد المَرْعًى في الوليمة الأبدية " لا نقدر أن ندخل السماء من باب آخر غيره، هو الباب الوحيد؛ أمَّا عبارة " يَخلِصّ " فتشير إلى النجاة من الموت ومن كل ما من شأنه أن يدمّر الإنسان كما جاء في تعليم يسوع المسيح " فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلِّص بِه العالَم " (يوحنا 3: 17). المسيح وحده هو المخلِّص، السيد، معطي ذاته ومانح الحَياةُ. أمَّا عبارة " يَدخُلُ ويَخرُجُ " فتشير إلى كلمات الله على لسان موسى النبي "يَخرُجُ أَمامَهم ويَدخُلُ أَمامَهم ويُخرجُهم ويُدخِلهم، لِئَلاَّ تَبْقى جَماعة الرَّبًّ كَغَنَمٍ لا راعيَ لَها (العدد 27: 17). إنَّ يسوع وحده يقدر أن يُدخل إلى حَظيرَةَ الله في حضن الأب ليتمتع بالأبوة الإلهية كما جاء في تعليم بولس الرسول “لأَنَّ لَنا بِه جَميعًا سَبيلاً إلى الآبِ في رُوحٍ واحِد"(أفسس 2: 18). فحينئذ يعرف المرء الربّ (حزقيال 34: 27 و30، يوحنا 10: 15) الذي يخلِصّ ه (حزقيال 34: 22) وينال الحرية والأمان (يوحنا 8: 32 و36). وفي هذا الصّدد يقول مرنم المزامير "الرَّبُّ راعِيَّ فما مِن شيَءٍ يُعوِزني في مَراعٍ نَضيرةٍ يُريحُني. مِياهَ الرَّاحةِ يورِدُ في ويُنعِشُ نَفْسي" (مزمور 32: 1-3). ويخرج إلى العالم كما مع الابن المتجسد ليشهد للحب الإلهي، ويجتذب كثيرين إلى المَرْعًى الإلهي، وإلى حرية العمل الكاملة والإعالة والأمن (العدد 27: 15-21) كما جاء في ترنيم صاحب المزمور "يَخرُجُ الإِنسانُ إلى شُغلِه " (مزمور 104: 23)؛ أمّا عبارة " مَرْعًى" فتشير إلى غذاء روحي للحياة والأفراح الباطنية، وأفراح الفردوس الدائمة النظارة، ويُعلق البابا غريغوريوس الكبير "المراعي هي رؤية وجه الله الحاضر أمامهم، يشاهده العقل من غير نقص ولا حجاب، فيجد فيه شبعه إلى ما لا نهاية". وأمّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول "مَرْعًى يعني هنا الرعاية وتغذية الخِراف وسلطانه وسيادته عليهم". |
|