|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أجاب دانيال وقال: ليكن اسم الله مباركًا من الأزل وإلى الأبد، لأن له الحكمة والجبروت. إذ كشف الله لدانيال عن السرّ لم يفكر في لقائه مع الملك، ولا انشغل بما ناله، بل قدم تسبحة جديدة للرب، ناسبًا لله الحكمة التي نالها والقوة التي تمتع بها. أنه يمجد الله ضابط التاريخ بيده، والذي لا يُخفى عنه شيء، وهما أمران لا ينفصلان عندما يُعلن جلال الله. وهو يغير الأوقات والأزمنة. يعزلُ ملوكًا ويُنصِّب ملوكًا. يعطي الحكماء حكمة ويُعلم العارفين فهمًا" [20-21]. كثيرون يعترفون بوجود الله وقدرته وحكمته لكنهم يحسبونه معزولًا عن حياة البشريَّة بوجه عام، وعن حياتهم بوجه خاص؛ أما دانيال فيسبح الله العامل في حياة الكل، برحمته العلوية. إن وُجد أُناس أقوياء في العمل وحكماء، فإن الله وحده هو مصدر القوة والحكمة، لا يحرمنا منهما. مسيحنا هو حكمة الله كقول الرسول: "لله الحكيم وحده بيسوع المسيح" (رو 16: 27)، نقتنيه فنقتني الحكمة. الإنسان المُعاصر مع كل صباح يتوقع تغييرات مستمرة على المستوى العالمي، يقرأ الصحف بشغف مترقبًا ماذا يحدث من جديد. أما أولاد الله فيرتفع قلبهم مع كل صباح ليروا ويُدركوا خطة الله نحو خلاص العالم، هذا الذي في يده كل دقائق الأحداث على كل المستويات: العالمية والمحلية والكنسية والشخصية. مع كل صباح يُسبح الله على عنايته الفائقة المُشرقة دومًا بالعمل المُستمر. يرى المؤمن حركة دائمة في السماء كما في الطبيعة وفي حياة البشرية وفي حياته الخاصة. كلها تُسبح الله الحكيم والقدير وحده. أما قوله "يُعطي الحكماء حكمة"، فتعني أن الله وهب الإنسان حكمة طبيعية، وهي هبة إلهية. فإن كان أمينًا في هذه الحكمة الطبيعية ناسبًا إياها لله وذلك بروح الاتضاع، يُقدم له حكمة سماوية أعظم، وهكذا بالنسبة للمعرفة، فإن كنا أمناء في القليل يُقدم لنا الكثير؛ لأن من له يُعطى فيزداد. "هو يكشف العمائق والأسرار. |
|